“أبو الريحان البيروني” موسوعة علمية تجسدت في رجل واحد
كتبت شيماء طه
يُعتبر أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني أحد أعظم العقول التي عرفها التاريخ الإنساني.
ولد في مدينة خوارزم (أوزبكستان حاليًا) عام 973م، وكرّس حياته للعلم والمعرفة، مما جعله رمزًا من رموز الحضارة الإسلامية وشخصية موسوعية نادرة.
عبقري متعدد العلوم
تفوق البيروني في الطب، الفلسفة، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، الجيولوجيا، الفلك، الصيدلة، الجغرافيا، والتاريخ. ألّف أكثر من 120 كتابًا، غطّت مختلف العلوم، مما يُبرز تنوع وعمق معرفته.
وُصف بأنه أول من أسس علم الجيوديسيا (علم تقسيم الأرض ومعرفة شكلها)، وسبق علماء عصره بقرون في صياغة أفكار غير مسبوقة.
إنجازاته العلمية
دوران الأرض حول محورها : قبل أكثر من ألف عام، قال البيروني إن الأرض تدور حول محورها، وهو اكتشاف سبق عصره بقرون طويلة.
قياس محيط الأرض : إستطاع قياس محيط الأرض بإستخدام أساليب رياضية مبتكرة، وحقق دقة مذهلة بنسبة 99.7% مقارنة بالقياسات الحديثة.
علم الفلك : وضع نظريات دقيقة عن حركة الكواكب والنجوم، وإبتكر أدوات علمية لتسهيل المراقبة الفلكية.
العلوم التطبيقية : في الطب والصيدلة، قدم مساهمات هامة في تركيب الأدوية ومعرفة خصائص النباتات.
قال المؤرخ الشهير جورج سارتون عنه :
“كان رحّالةً وفيلسوفًا، ورياضيًا، وفلكيًا، وجغرافيًا، وعالمًا موسوعيًا ، إنه من أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم”.
أما المستشرق الألماني سخاو فوصفه قائلاً:
“إنه أعظم عقلية عرفها التاريخ”.
أثره على الحضارة الإنسانية
ما يميز البيروني هو منهجيته العلمية التي تعتمد على التجربة والملاحظة الدقيقة، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في البحث العلمي.
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وظلت مرجعًا رئيسيًا للعلماء لعدة قرون.
أبو الريحان البيروني لم يكن مجرد عالم، بل كان رمزًا للعبقرية البشرية في أسمى صورها.