تاريخ ومزارات

إيزيس وحورس: أسطورة الخلود التي تتألق في متحف الغردقة

كشف متحف آثار الغردقة عن تحفة أثرية نادرة تمثل إيزيس، الأم الحامية، وهي تحتضن ابنها حورس، الذي يعد رمز الشجاعة والانتصار. كما أن التمثال المصنوع من الحجر الجيري يعود إلى الدولة القديمة ويجسد الأسطورة الشهيرة التي تتحدث عن دفاع حورس عن والده أوزوريس، إله الخير، ضد عمه ست، إله الشر، في قصة أعادت الحياة لأوزوريس وأكدت مفهوم الخير المنتصر.

أكد وليد علام، المشرف العام على متحف آثار الغردقة، أن التمثال يعكس الروابط الأسرية العميقة في الحضارة المصرية القديمة. إيزيس، التي عبدت كرمز للأمومة والطفولة، كانت الشقيقة والزوجة الوفية لأوزوريس، وأم حورس، الذي يُعتبر الوريث الشرعي لعرش أبيه.

رمز الأمومة 

كما لعبت إيزيس دورًا محوريًا في الديانة المصرية القديمة وبرزت عبادتها بشكل أكبر في العصر اليوناني الروماني. أول ذكر لإيزيس كان في المملكة المصرية القديمة، حيث ظهرت كركيزة أساسية في أسطورة أوزوريس. أنجبت ابنها حورس وحمته ليصبح الوريث الشرعي، كما ارتبطت بحماية الموتى وإرشادهم إلى الحياة الآخرة، تمامًا كما ساعدت أوزوريس.

كان ينظر إليها كالأم الإلهية للفرعون، حيث جسدت دور الحامية والمرشدة. كما تظهر الأعمال الفنية إيزيس وهي ترتدي تاجًا يشبه العرش، مما يعكس مكانتها الملكية والدينية. في المملكة الحديثة، استعارت إيزيس سمات الإلهة حتحور، حيث ظهرت في التصويرات وهي ترتدي قرص الشمس بين قرني البقرة، وهو الرمز الذي كان يميز حتحور سابقًا.

 دمج الثقافات

خلال الفترة الهلنستية التي شهدت حكم اليونانيين لمصر، اتحدت الرموز المصرية واليونانية، حيث عبد المصريون واليونانيون إيزيس جنبًا إلى جنب مع الإله سيرابيس، الذي استحدث ليكون رمزًا مشتركًا بين الثقافتين.

تجسد القطعة المعروضة في متحف الغردقة ليس فقط براعة الفن المصري القديم، بل أيضًا قصة غنية بالرمزية والأساطير التي تعكس قوة الروابط العائلية ودور الأم في حماية واستمرار الحياة. تقدم هذه التحفة فرصة فريدة للزوار لاكتشاف جزء مهم من التراث المصري الذي يعكس الخلود والانتصار على الشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى