تعرف على المواد التي استخدمها المصريين القدماء في كتابة علومهم وأحداثهم

أميرة جادو
كان قدماء المصريين أول من اخترع الكتابة للتعبير عن أفكارهم، مما جعلهم أصحاب الفضل الأول في تطوير وسيلة خطية للتفاهم، كما ساهموا بذلك في تسجيل علومهم وأحداثهم على مواد مختلفة، تاركين بصمة عميقة على الحضارة الإنسانية.
المواد المستخدمة في الكتابة عند المصريين القدماء
تعددت المواد التي استخدمها قدماء المصريين في الكتابة، وفقًا للتسلسل التاريخي، وتشمل:
- العظم: كان من أوائل المواد المستخدمة.
- الطين: وجدت صحائف طينية مكتوبة تعود إلى الأسرة الحادية عشرة.
- الطين المحروق: ظهر استخدامه منذ الأسرة الثامنة عشرة بخط مسماري ولوحات تل العمارنة.
- الجلد: حفظت بعض صحائفه في المتحف البريطاني والمتحف المصري.
- الكتان: استخدم عبر مختلف العصور.
- المعادن: وأبرزها البرونز.
- الحجر: كتب عليه في المعابد والمقابر والتوابيت.
- الخشب: كان من بين المواد التي دونت عليها النصوص.
- البردي: يعد من أهم الاكتشافات في تاريخ الكتابة، وهو الخطوة الأولى نحو الورق الحديث.
اللغة والنحو عند المصريين القدماء
كانت لغة المصريين القدماء لغة راقية ذات نحو وصرف متقنين، تضمنت أسماء وأفعالًا وضمائر وصفات. كما بلغت هذه اللغة ذروتها من حيث التطور اللغوي، مما دفع العلماء إلى تأليف مؤلفات قيمة عنها. من أبرز هذه الجهود قاموس برلين الكبير الذي أعده علماء ألمان في عشرة مجلدات ضخمة.
حجر رشيد واكتشاف الكتابة الهيروغليفية
والجدير بالإشارة أن حجر رشيد يعد أحد أهم الاكتشافات التي فتحت الباب لفك رموز اللغة الهيروغليفية. هذا الحجر، المكتشف عام 1799 أثناء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون، كان مفتاحًا لفهم الكتابة المصرية القديمة.
يتضمن الحجر ثلاث كتابات متوازية:
- الهيروغليفية: الكتابة العليا.
- الديموطيقية: كتابة الكهنة أو العامة.
- اليونانية القديمة: الكتابة السفلى.
من خلال مقارنة النصوص الثلاثة، تمكن العلماء بقيادة العالم الفرنسي شامبليون من فك رموز الهيروغليفية. كما استُخلص أن النصوص تمثل تراجم متوازية لأمر ملكي واحد صدر أيام بطليموس الثاني عام 198 ق.م.
والجدير بالذكر أن براعة المصريين القدماء أسهمت في الكتابة واللغة في تشكيل أساس الحضارة وتوثيق معارفهم، مما جعل إرثهم مصدر إلهام دائم للبشرية.