تاريخ ومزارات

حكاية “شارع رشدي”.. ساحة الحمير في عهد الحملة الفرنسية

أميرة جادو

يعتبر شارع رشدي أحد أهم شوارع القاهرة حاليًا، حيث يسير فيه الشباب والحسناوات بأزيائهن الأنيقة، فيبدو الشارع خليطا من كل شيء، نصفه شعبي ونصفه خديوي، خليط آخر يعكسه تاريخ الشارع الذي كان يوما ما سوقا وساحة لبيع الحمير على مدى سنوات طويلة، ومن السوق القديم اكتسب الشارع اسم شارع “الساحة” التي لم تعد موجودة اليوم، بل صار موجودا اسم رشدي.

تاريخ شارع رشدي

ووفقًا لما ذكره الكاتب حمدي أبو جليل في كتابه “القاهرة شوارع وحكايات”، فإن شارع رشـدي (الساحة سابقا) من أبرز شوارع القاهرة التي تؤكد أن الشوارع جديرة بتجاور التواريخ والعهـود والبشر على اختلاف الوانهم وتعانق الإنسان والحيوان.. حسناء فاتنة تتجول في مكان كان مربطا للحمير.. هذا بالضبط ملخص تاريخ الشارع.. الذي يزينه الآن عدد من المحلات الانيقة تتألق في عيون رواده على ايقاع سيل من السيارات المسرعة، أما ماضيه فقد كان سوقا لمختلف أنواع الحمير.

عند دخول الفرنسيين مصر في نهاية القرن الـ 18، كان جزء كبير من المنطقة التي يتوسطها شارع رشدي الآن غارقا تحت بركة ماء كان تعرف ببركة الفوالة. وقد ظهرت بجلاء في خرائط الحملة الفرنسية، وتم تخليدها في الشارع والمنطقة بإطلاق اسمها على شارع صغير يربط الآن شارعي قصر النيل ورشدي، ويلتقى بشارع رحبة التين. ويبدو أن سبب تسميتها (بركة الفوالة) يرجع الى تجارة الفول التي كانت رائجة في المنطقة بالطبع بسبب وجـود رحبة التبن وساحة الحمير.

وتم تخليد الشارع لسنوات عديدة، كذكرى لسكانه القدامى من الحمير، وكان يعرف وقتها بشارع الساحة، أي ساحة الحمير، وهو اسم شعبي فرضه نشاط الشارع القديم على محليات القاهرة في ذلك الوقت.

وفي بداية القرن العشرين، وبعد أن اصبحت المناطق المحيطة بالشارع في الأزبكية وعابدين أبهى مناطق القاهرة وداخلها مقر حكم مصر، اصبح من المخجل استمرار هذا الاسم. فتم تغييره فوراً وأطلق على الشارع اسم حسين رشدي باشا، وبالفعل كان اسما سياسيا يليق بالتحول العمراني والسياسي والفني الذي كانت الحياه في المنطقة، فقد كان رئيسا لوزراء مصر في اخطر فترات تاريخها الحديث، وهي الفترة التي تفصل بين الحرب العالمية الأولى واندلاع ثورة 1919.

من هو حسين رشدي؟

ولد حسين رشدي في أسرة ارستقراطية كبيرة، كان والده محمود حمدي أحد أثرياء القاهرة وشغل العديد من المناصب المهمة، منها محافظ القاهرة، ووكيل وزارة الداخلية، وبفضل ذلك تعلم حسين رشدي في واحدة من أعرق جامعات باريس هي جامعة السوربون التي حصل فيها على شهادة الحقوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى