شارع الألف يافطة بالمنصورة.. رحلة من العشوائية إلى الجمال الحضاري

في تحول ملحوظ يعيد لمدينة المنصورة بريقها، بدأت شوارعها الرئيسية تستعيد جمالها بعد سنوات من الإهمال الذي ترك بصماته على مظهر المدينة. كان شارع بنك مصر، المعروف بشارع الألف يافطة، أحد أبرز معالم هذه المرحلة، حيث تكدست اللافتات الإعلانية بشكل عشوائي حتى أصبحت علامة مميزة للشارع رغم تشويهها للنسق البصري.
تاريخ شارع الألف يافطة بالمنصورة
اكتسب الشارع شهرته منذ القدم بفضل وجود تجمع ضخم للعيادات الطبية والأطباء بمختلف التخصصات، مما جعل المنطقة وجهة لكل الباحثين عن الرعاية الصحية. وسرعان ما امتلأ المكان بمعامل التحاليل ومراكز الأشعة لخدمة الأطباء والمرضى، إلى جانب قربه من مواقف النقل العمومية ومحطة القطار، مما ساهم في تعزيز مكانته كأحد أهم شوارع المدينة.
مع مرور الوقت، بدأت العيادات في التنافس على لفت الانتباه عبر تعليق لوحات إعلانية ضخمة، ومع وجود أكثر من طبيب في المبنى الواحد، ازدادت اللوحات بشكل عشوائي لتحمل أسماء الأطباء وتخصصاتهم. هذه الظاهرة استمرت لعقود، محولة الشارع إلى مشهد بصري مزدحم ومشوه.
لكن مع تولي اللواء طارق مرزوق منصب محافظ الدقهلية، وضع حداً لهذه الفوضى البصرية. أثناء إحدى جولاته التفقدية، لاحظ المحافظ الحالة العشوائية للشارع وتبين أن نسبة كبيرة من اللافتات غير مرخصة وتشكل خطراً على المارة. في إطار خطة شاملة لإعادة المظهر الحضاري للمدينة، أصدر المحافظ قراراً بإزالة جميع اللوحات المخالفة وغير المرخصة.
جاءت الخطوة ضمن جهود تحويل المنصورة إلى عروس النيل من جديد، حيث تم إعداد نموذج حضاري موحد للوحات الإعلانية يراعي النسق الجمالي والهندسي. هذا التوجه يعكس رؤية لتحسين الصورة البصرية وصناعة هوية بصرية تليق بمكانة المنصورة، التي باتت تعرف اليوم بعاصمة مصر الطبية.
وفي عذا الصدد نوه محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق، أن التصميم الموحد للوحات الإعلانية يهدف إلى تنظيم المظهر العام مع الحفاظ على حق الأطباء وأصحاب الأنشطة الإدارية والتجارية في الإعلان عن أنفسهم. النموذج الموحد يتيح الفرصة للجميع دون إلزام بالتعامل مع شركات إعلانية محددة، مما يضمن تكافؤ الفرص للجميع.
كما تسعى المحافظة لتحقيق توازن بين تلبية احتياجات المواطنين والحفاظ على السياسة العامة للدولة، خاصة مع جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الجمهورية الجديدة. هذا التحرك يعكس التزام الدقهلية بإبراز هويتها البصرية والحضارية، وتحويل شوارعها إلى واجهة مشرفة تليق بتاريخها العريق ومكانتها المرموقة بين محافظات مصر.