مسجد عبد العزيز رضوان بالشرقية: درة معمارية تروي تاريخاً فريداً
تحتضن محافظة الشرقية كنوزاً تاريخية متنوعة تجمع بين الآثار القبطية والإسلامية والمعالم الحديثة، ومن بين أبرز هذه الكنوز مسجد عبد العزيز رضوان، الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة تعكس جمال الطراز الإسلامي القديم.
تاريخ مسجد عبد العزيز رضوان
وفي هذا الصدد قال الدكتور مصطفى شوقي، مدير عام آثار الشرقية للآثار القبطية والإسلامية، تتميز المحافظة بوجود معالم تاريخية ترجع لحقب مختلفة من تاريخ مصر، ومنها مسجد عبد العزيز بك رضوان، الذي يحتل مكانة خاصة في قلب مدينة الزقازيق. يقع المسجد في شارع النقراشي، أحد أعرق شوارع المدينة، على بعد 200 متر فقط من محطة قطار الزقازيق، ويعد نقطة وصل بين مسجد أبو خليل ومحطة القطار. تم تسجيل المسجد ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية عام 1997، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1339 هـ الموافق 1925 م.
كان عبد العزيز بك رضوان، الذي يحمل المسجد اسمه، من أبناء مدينة الزقازيق، حيث نشأ في أسرة متواضعة ولم يتمكن من استكمال دراسته بسبب الظروف المادية. عمل في تجارة الأقطان، وتمكن بفضل اجتهاده من بناء ثروة كبيرة. تقديراً لأعمال الخير التي قام بها، منحه السلطان أحمد فؤاد الأول لقب الباكوية عام 1918. في زيارة تاريخية للزقازيق، وضع السلطان فؤاد حجر الأساس للمسجد والمدرسة التي أوقف عليها عبد العزيز رضوان عشرة أفدنة ومنزلًا ومحلات تجارية لضمان استمرارية صيانتهما.
يتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، حيث يتبع طراز المساجد التي تحتوي على بيت صلاة بدون صحن مكشوف. يحيط به سور من الجهتين الشمالية الغربية والشمالية الشرقية. رغم بنائه في عهد أسرة محمد علي، إلا أن المسجد يعكس الطراز المملوكي، وهي سمة شائعة في العمارة التي ازدهرت خلال تلك الحقبة.
هذا المسجد لا يمثل فقط مكاناً للعبادة، بل هو شاهد على تاريخ عريق ومصدر إلهام لتقدير التراث المعماري الذي يجسد روح الماضي بتفاصيله الدقيقة وجماله الأخاذ.