مسجد الظاهر بيبرس: جوهرة العمارة المملوكية في قلب القاهرة

أسماء صبحي
في حي الظاهر بالقاهرة، يقف مسجد الظاهر بيبرس شامخًا كواحد من أبرز المعالم الإسلامية التي تبرز عظمة العمارة المملوكية. وتأسس المسجد عام 1269م بأمر من السلطان الظاهر بيبرس البندقداري، أحد أبرز سلاطين الدولة المملوكية الذي اشتهر بدوره البارز في التصدي للحملات الصليبية، وتأسيس دولة قوية في مصر والشام.
تصميم مسجد الظاهر بيبرس
يمتد المسجد على مساحة واسعة تبلغ حوالي ثلاثة أفدنة، مما يجعله من أكبر المساجد التي شيدت في تلك الفترة. كما يتميز المسجد بتصميم هندسي فريد يعكس الطابع المملوكي، حيث يحتوي على أربع بوابات رئيسية مزينة بزخارف هندسية ونباتية مبهرة.
توجد في داخله قبة مركزية كانت تعد إحدى أبرز ملامح المسجد. بالإضافة إلى الأروقة التي تحيط بساحة الصلاة والتي تتميز بأعمدتها الضخمة المزخرفة.
وعلى مر العصور، مر المسجد بتغيرات كبيرة، حيث تعرض للإهمال والتعديات. كما تم استخدامه لأغراض غير دينية لفترة طويلة، بما في ذلك تحويله إلى مخزن عسكري خلال الحملة الفرنسية. إلا أن قيمته التاريخية والثقافية دفعت الجهات المختصة لإطلاق حملة ترميم واسعة في السنوات الأخيرة لإعادته إلى رونقه الأصلي.
أهمية تاريخية وثقافية
ويقول الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن مسجد الظاهر بيبرس يجسد مرحلة مهمة من تاريخ العمارة الإسلامية في مصر. وإعادة ترميمه ليست مجرد ترميم بناء، بل إحياء لجزء من ذاكرة الأمة وتراثها العريق.
بدأت عملية ترميم المسجد في العقد الأخير بمبادرة مشتركة بين الحكومة المصرية وجهات دولية. شملت استعادة الزخارف الأصلية، تقوية الهيكل المعماري، وإعادة تصميم الساحة الداخلية لتتناسب مع طبيعة المسجد التاريخية.
ويعد المسجد اليوم رمزًا للهوية الإسلامية في مصر ومقصدًا سياحيًا وثقافيًا يعكس عبقرية التصميم وروعة الحضارة المملوكية.