مرأه بدوية

صافي ناز كاظم: ناقدة مصرية شقت طريقها بشجاعة وجرأة في عالم الأدب والصحافة

ولدت صافي ناز محمد كاظم أصفهاني في 17 أغسطس 1937 بالإسكندرية، لتصبح واحدة من أبرز الكاتبات والناقدات المصريات. حصلت على ليسانس الآداب من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1959، ثم أكملت دراستها العليا في النقد المسرحي بجامعة نيويورك، حيث حصلت على الماجستير في يونيو 1966. عادت بعدها إلى مصر لتبدأ مسيرة حافلة في عالم الصحافة والنقد الأدبي.

من هي صافي ناز كاظم

دخلت عالم الصحافة مبكرًا، حيث التحقت بجريدة أخبار اليوم كصحفية تحت التمرين وهي لا تزال طالبة في الجامعة. تنقلت بين أقسام عدة، منها قسم الأبحاث ومجلات مثل “آخر ساعة” و”الجيل الجديد”، قبل أن تستقر في دار الهلال كناقدة مسرحية وكاتبة بمجلة المصور، الهلال، والكواكب. استمرت مسيرتها الصحفية الحرة حتى اليوم، حيث تنشر مقالاتها في مؤسسات مرموقة مثل المصري اليوم والشرق الأوسط.

خاضت صافي ناز مغامرة صحفية جريئة مع شقيقتها في صيف 1959،، جابت خلالها سبع دول أوروبية بطريقة الأوتوستوب. استغرقت الرحلة 70 يومًا بميزانية لا تتعدى 20 جنيهًا. زارت لبنان، اليونان، إيطاليا، ألمانيا، وفرنسا، ووثقت هذه التجربة المثيرة في حلقات نشرت في مجلة الجيل، ووصفت حينها بأنها “أجرأ مغامرة صحفية لعام 1959”.

شهدت حياتها الشخصية محطات بارزة، فقد تزوجت من الشاعر أحمد فؤاد نجم في 24 أغسطس 1972، وأنجبا ابنتهما الوحيدة نوارة التي ولدت خلال حرب أكتوبر 1973. انتهى الزواج بالطلاق في يوليو 1976، لكنها استمرت في مسيرتها المهنية بشجاعة رغم التحديات.

كما تعرضت صافي ناز لضغوط سياسية كثيرة بسبب مواقفها الجريئة، ما دفعها للسفر إلى العراق حيث درّست مادة الدراما في كلية الآداب بجامعة المستنصرية بين عامي 1975 و1980. وثّقت تجربتها في العراق بكتاب “يوميات بغداد”، الذي رصد ممارسات صدام حسين الإجرامية، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية.

تعرضت للتضييق والمنع من النشر منذ أغسطس 1971، وفصلت من دار الهلال في 1979 بسبب موقفها الرافض لاتفاقية كامب ديفيد. استمر هذا الحظر حتى عام 1983. اعتُقلت عدة مرات بسبب آرائها السياسية، أبرزها في سبتمبر 1981 ضمن الاعتقالات الواسعة لتصفية المعارضة.

أصدرت صافي ناز مجموعة من الكتب المؤثرة خلال مسيرتها، مثل “رومانتيكيات”، “يوميات بغداد”، “الخديعة الناصرية”، و”في مسألة السفور والحجاب”. تميزت أعمالها بتنوعها بين النقد الأدبي، القضايا الاجتماعية، والسير الذاتية، مما جعلها رمزًا للجرأة والاستقلال الفكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى