الملك عبد الله بن حسين: رائد بناء الدولة الأردنية الحديثة

أسماء صبحي
الملك عبد الله بن حسين، هو مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأول ملوكها. ولد في مكة المكرمة في 20 يونيو 1882م في أسرة هاشمية ذات جذور تاريخية عميقة تعود إلى النسب الشريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كان والده الشريف حسين بن علي، ملك الحجاز، ووالدته الأميرة سارة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. كما نشأ عبد الله في بيئة سياسية وعسكرية أثرت بشكل كبير على رؤيته وقيادته في المستقبل.
نشأة الملك عبد الله بن حسين
في بداية حياته، تلقى الملك عبد الله تعليمه في مكة المكرمة ثم في إسطنبول، حيث انخرط في شؤون الدولة العثمانية. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كان له دور بارز في الثورة العربية الكبرى عام 1916م التي قادها والده ضد الدولة العثمانية، بهدف تحقيق استقلال العرب عن الأتراك.
بعد سقوط الدولة العثمانية وتقسيم المنطقة بين القوى الاستعمارية الغربية. ظهر الملك عبد الله كأحد القادة الذين كان لهم دور محوري في السعي لتحقيق الاستقلال العربي وتعزيز وحدة الشعوب العربية.
ملك الأردن
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1921م. تم تأسيس إمارة شرق الأردن تحت الانتداب البريطاني، وكان الملك عبد الله أول أمير لها. وبفضل مهاراته القيادية ورؤيته الاستراتيجية، نجح في توحيد المناطق المختلفة من الأردن وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وفي عام 1946م، حصل الأردن على استقلاله الكامل وأصبح المملكة الأردنية الهاشمية. ليصبح الملك عبد الله أول ملك للمملكة.
وكان الملك عبد الله يسعى دائمًا لتحقيق الاستقلال السياسي والتقدم الاجتماعي في بلاده. فمع بداية حكمه، بذل جهده في إنشاء مؤسسات الدولة الأردنية وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الوطني. كما كان له دور محوري في تعزيز العلاقات مع الدول العربية الأخرى وتقديم الدعم للقضايا العربية الكبرى، مثل القضية الفلسطينية.
رؤيته السياسية واغتياله
كان الملك عبد الله معروفًا برؤيته السياسية الحكيمة والعلاقات الدولية المتميزة. كما كان يؤمن بوحدة العرب في مواجهة التحديات الاستعمارية، واهتم بتطوير الأردن ليكون قوة إقليمية في المنطقة. ورغم التحديات التي واجهها في مراحل مختلفة من حكمه، مثل الضغوط السياسية والتحديات الاقتصادية. فقد استطاع أن يضمن استقرار المملكة الأردنية الحديثة.
ويقول الدكتور جمال عبد الله، الخبير في الشؤون السياسية العربية، إن الملك عبد الله بن حسين كان شخصية استثنائية في فترة عصيبة من التاريخ العربي. فقد استطاع أن يؤسس دولة حديثة ويحقق لها الاستقلال. وفي الوقت نفسه يحافظ على هويتها الثقافية والعرقية العربية.
في عام 1951م، اغتيل الملك عبد الله في القدس أثناء زيارته للأماكن المقدسة. مما شكل صدمة كبيرة للأمة العربية والعالم بأسره. ورغم وفاته المبكرة، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في المملكة الأردنية التي أسسها وأرسى دعائمها. حيث استمرت المملكة الأردنية الهاشمية في التقدم تحت قيادة أبنائه، وخاصة الملك حسين الذي خلفه في العرش.