حوارات و تقارير

وليمة البط و “الرفرافة”.. أهالي الفيوم يكشفون لـ “صوت القبائل” أشهر عاداتهم في شهر رمضان

أميرة جادو

رغم مرور مئات السنين وتغير مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، إلا أن هناك العديد من العادات والتقاليد القديمة التي يتوارثها أهالي الفيوم منذ عشرات السنين سواء في عادات الأكل والشرب أو احتفالات المواطنين بشهر الصوم، فهي  تأبى أن تتغير أو تندثر بل وتتحدى الزمن والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يهتم أهالي الفيوم بالاستعداد للشهر الكريم قبله بفترة من خلال تجديد طلاء الجوامع والمساجد وزيادة إعداد القناديل لتحسين الاضاءة بالمساجد، كما يتم تزيين المنازل والشوارع بالزينة والفوانيس ذات الاحجام والاشكال المختلفة.

موائد الرحمن ودق الطبول

تشتهر الفيوم بـ “موائد الرحمن”، والتي ظهرت منذ العصر الفاطمي ويعد الخليفة الفاطمي العزيز بالله أول من عمل مائدة للطعام في شهر رمضان، وعرفت الفيوم الاحتفال بالشهر الكريم في مصر العثمانية فكان يدق الناس الطبول والغناء ابتهاجا بالشهر الكريم، علاوة على تميزها ببعض الأكلات الشعبية الشهيرة، وخاصةً التي اعتاد عليها أهالي المحافظة أول أيام شهر رمضان المبارك بصفة عامة والمناطق الريفية والقرى بصفة خاصة، حيث يعد البط والمحشي أشهر أطباق المرأة الفيومية في رمضان، ويحرص أهالي الفيوم علي تناول الطيور المذبوحة بعد طهيها، ويسمى هذا الطعام “بالرفرافة”، ويؤجلون ذبح الحيوانات مثل الأرانب والماعز والخرفان إلى العيد.

وجبات الإفطار في أول يوم رمضان

في هذا الإطار، أوضح نبيل حنظل، أحد أبناء محافظة الفيوم، أن المرأة الفيومية تحرص علي عمل المحشي بكل أنواعه على مرق البط، حيث تقوم النساء وربات البيوت من صباح باكر أول أيام شهر رمضان المبارك لتجهيز وإعداد أكل الإفطار بتجهيز المحشي بكل أنواعه، علاوة على وجبه الملوخية الخضراء بجوار هذه الاكلة الدسمة والتي يتم تجهيزها وطهيها بمرق البط، فضلًا عن طبق السلطة الخضراء وشوربة لسان العصفور، وتحرص الأسر على الإفطار أول يوم على وجبة دسمة اعتقاداً منهم أنّ تلك الوجبة “ترم العظم” بعد صيام أول يوم.

“الرافرافة” وقدوم شهر رمضان

وأشار “حنظل”، إلى أن” الرفرافة ” من العادات القديمة في محافظة الفيوم، التي ترتبط بقدوم شهر رمضان المعظم، وتتمثل هذه العادة أو الظاهرة في قيام كل أسرة بإحضار طائر “يرفرف” مثل البط أو الدواجن أو الديوك الرومي أو الاوز وذبحها وطهيها لتتصدر مائدة الإفطار في أول أيام صيام شهر رمضان من كل عام.

وأضاف “حنظل”، خلال حديثه لـ “صوت القبائل العربية”، إن الاحتفال بـ “الرفرافة” عادة توارثها أهالي الفيوم منذ آلاف السنين، حيث إنها تعتبر من طقوس الاحتفال بقدوم شهر رمضان ويشترط أن تذبح الاسرة طائرا يكون له أجنحة ترفرف ويرفض الأهالي ذبح الأرانب أو الذبائح الأخرى مثل الخراف أو الماعز.

من أشكال التواصل الاجتماعي

وفي السياق ذاته، أكدت سعاد أحمد، ربة منزل، إن “الرفرافة” عادة أصيلة لدى عدد كبير من الأسر بالفيوم، خاصة القرى والنجوع ولابد أن تذبح كل أسرة طائر – حسب الظروف المادية – فهناك من يذبح ديك رومي والبعض يذبح بطة أو دجاجة، قائلة : تمتد عادة ” الرفرافة ” حتى نهاية شهر رمضان ، حيث تقوم الأسرة بشراء البط والطيور ويصاحبها أيضا شراء الكنافة والخضار والفاكهة  للذهاب إلى بناتهم المتزوجات في هذا الشهر ابتهاجًا بالعيد، وتعتبر من أهم أشكال التواصل الاجتماعي لدى المواطنين في قرى الفيوم مع أسرهم وأبنائهم، ولا يكاد يخلو منزل خاصة في القرى من هذه العادة المتأصلة لديهم منذ عشرات السنين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى