عادات و تقاليد

حطب الصحراء: سر بقاء سكان حلايب وشلاتين في مواجهة القسوة

يعتمد سكان البادية في مناطق حلايب وشلاتين، على عدة مهن تقليدية تضمن لهم البقاء في هذا المحيط القاسي. يتنقل هؤلاء بين الأودية الجبلية، حيث يحترفون الرعي وجمع الأشجار وتفحيمها. إضافة إلى الصيد على شواطئ البحر التي تمتد من الشمال إلى الجنوب. ورغم تنوع هذه المهن، إلا أن الحاجة إلى الوقود تظل الأساس في حياتهم اليومية.

فائدة الحطب للبادية

كما يعتبر الحطب، الذي يتم جمعه من بقايا الأشجار الجبلية، هو الوقود الأساسي لسكان المنطقة. في مناطق الصحراء القاحلة، حيث لا توجد مصادر أخرى للطاقة، كما يكون جمع الحطب هو السبيل الوحيد لطهي الطعام والتدفئة خلال شتاء البادية القارص، وفي هذا الصدد قال مازن حسان، أحد أبناء قبيلة البشارية في حلايب. إن الراعى في الصحراء، سواء كان يبحث عن الرزق أو مجرد عابر سبيل. كما يحرص على جمع بقايا الأشجار كلما مر بالأودية، حيث يعد الحطب المصدر الوحيد للطاقة في تلك المناطق النائية.

الجدير بالذكر أن الأودية في حلايب وشلاتين تتميز بكثافة الأشجار مثل الأثل والأكاسيا، التي تعد من أفضل أنواع الخشب للاستخدام في الطهي والاحتياجات اليومية. حتى مع تطور مصادر الطاقة البديلة، يظل الحطب في تلك المناطق هو الخيار الأول.

تحويل الحطب إلى فحم

على الرغم من استخدام الحطب في الطهي والتدفئة، فإن هناك وعيًا بيئيًا متزايدًا بين سكان المنطقة. حيث ذكر أحمد عبد الرازق، الباحث البيئي في المحميات الطبيعية، فإن سكان المناطق الجبلية مثل محمية حبل علبة يتجنبون قطع الأشجار الحية، ويبحثون فقط عن الأشجار الميتة أو المتساقطة، التي يمكن استخدامها دون المساس بالتوازن البيئي. كما يعد هذا الوعي جزءًا من ثقافة البادية التي تهتم بالحفاظ على البيئة المحيطة.

لا يقتصر الأمر على جمع الحطب فحسب، بل يمتد ليشمل تجارة الفحم، حيث يتم تحويل بقايا الأشجار الكبيرة الميتة إلى فحم يستخدم كوقود أو يُباع في الأسواق المحلية. وتشهد المنطقة وجود نوع خاص من الأشجار مثل الأكاسيا، التي بعد موتها تصبح مصدرًا مهمًا للطاقة بفضل جودتها وسرعة اشتعالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى