تاريخ ومزارات

المسجد الأعظم بوجدة: جوهرة معمارية تروي تاريخ المغرب الأندلسي

يعد المسجد الأعظم أو الجامع الكبير بوجدة واحداً من أبرز المعالم التاريخية لمدينة الألفية. حيث يجمع بين عبق التراث الديني وروعة الطراز المغربي الأندلسي. يشكل هذا الصرح الديني معلماً فريداً بوظائفه المتعددة ومكانته التي تجاوزت حدود الوطن ليصبح رمزاً للهوية الثقافية والحضارية.

تاريخ المسجد الأعظم بوجدة

كما تأسس المسجد الأعظم عام 1299 ميلادية (696 هجرية) على يد السلطان المريني أبي يعقوب يوسف في مدينة وجدة. التي تزخر بتراث معماري غني يعكس تعدد الحقب التاريخية التي مرت بها. تم بناء المسجد بمحاذاة الجانب الشمالي للقصبة المرينية، مما جعله جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة المدينة. وقد حظي المسجد على مدار سبعة قرون بعمليات ترميم وتجديد متواصلة، بدءاً من أشغال تأهيل جانبه الغربي عام 1880 وصولاً إلى توسعات شملت ملحقاته سنة 1934، ثم أعمال الترميم الحديثة ضمن برنامج تثمين معالم وجدة التاريخية.

يتميز المسجد الأعظم بروعة تصميمه المعماري. حيث تجسد أعمدته وأقواسه وكتاباته العربية الإسلامية جوهر الطراز المريني. كما تبرز النافورات المحاذية لأسواره الخارجية كعنصر جمالي يضفي سحراً خاصاً على هذا الصرح. أما محراب المسجد الذي يمتد لعمق 1.75 متر، ومئذنته التي يبلغ ارتفاعها 24 متراً. فتعد من أبرز معالمه، حيث تم تشييد المئذنة عام 1317 ميلادية (717 هجرية)، بعد نحو عقدين من تأسيس المسجد. كما أظهرت الدراسات الأثرية التي أجريت في القرن التاسع عشر أن المسجد الأعظم ربما بدأ بناؤه في عهد الموحدين أو المرابطين قبل أن يشهد ازدهاره مع المرينيين.

وفي هذا السياق قال الباحث الأكاديمي بدر مقري، أن السلطان المريني أبي يعقوب يوسف لم يقتصر على بناء المسجد الأعظم، بل شيد أيضاً المدرسة، والحمام البالي، والقصبة في وجدة عام 1296 ميلادية، مما يعكس رؤيته الحضارية.

كما أشار مقري إلى التشابه اللافت بين مئذنة المسجد الأعظم ومئذنة مسجد الخيرالدة في إشبيلية. مؤكداً أن هذا المعمار الفريد يمكن استغلاله لدعم السياحة الثقافية. كما أوضح أن المسجد كان على مدى القرون منارة للعلم والتعليم الديني. حيث استقطب الطلبة من المغرب والجزائر للدراسة على يد علماء مرموقين مثل الحاج العربي سيناصر والحاج أحمد بلمختار العزوزي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى