تبدأ بعد انتهاء عيد الفطر.. كيف كانت رحلة الحج قديماً؟
أسماء صبحي
إذا كانت رحلة الحج للبقاع المقدسة في وقتنا الحاضر سهلة وميسورة. فإن رحلة الحج فى الزمن الماضى كانت رحلة شاقة مليئة بالعديد من الصعوبات والمخاطر عندما كان السفر بالإبل أو السير على الأقدام أو بالسفن والبواخر. فكان الحاج يخرج من بلد إلى بلد يعيش فيها فترة من الزمن ليعمل فيها ويدَّخر بعض المال. ثم يذهب حتى يصل إلى البلد الآخر وهكذا حتى يصل إلى البقاع المقدسة.
رحلة الحج
كان الاستعداد للحج قديمًا على ظهور الجمال يبدأ بعد انتهاء عيد الفطر المبارك. حيث يجهز الراغبون في الحج قافلة تشمل الجمال والإبل ومأكلهم ومشربهم وحتى أكفانهم. وأما النساء فكن يركبن الهودج وهو عبارة عن مقصورة صغيرة يتم وضعها على ظهور الإبل. وتغطى بغطاء مزركش لتستطيع المرأة أن تجلس مع طفلها داخلها بأمان.
أما من يقود حملة الحج يسمى ( الدليل ) وهو الذي يدل الحملة ويقودها إلى أماكن التزود بالمياه والزاد. كما يحدد المسافات من مدينة إلى أخرى ويعين للحملة أوقات الراحة واستكمال المسير.
مخاطر الرحلة
كان أهل الحجاج يودعونهم وهم غير واثقين تماماً من عودتهم. وبخاصة إذا كان هناك اختلال أمني بسبب الحروب وتعديات القبائل على الطرق وأعمال النهب والسلب والقتل وقطع الطرق. وكان الحجاج أيضا يواجهون مخاطر الجوع والعطش في سفرهم ويتعرضون لبعض الكوارث الطبيعية. ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
ففي سنة 1196هـ، اجتاحت قافلة الحج المصرية أثناء سيرها في الطريق بين مكة والمدينة سيل أتى على نصف الحجاج المصريين. وكان الحجاج اليمنيون أيضاً يفضلون الحج عن طريق البحر، على الرغم من مخاطره، حتى لا يتعرضوا لمهاجمة العربان وقطاع الطرق البرية.
وعلى طرق الحج أقيمت منشآت كثيرة مثل المحطات والمنازل والمرافق الأساسية من برك وآبار وعيون وسدود وخانات( فنادق) ومساجد وأسواق كما اقيمت علي هذه الطرق الأعلام لإرشاد الحجاج إلى الطرق الواجب اتباعها. إضافة إلى المواقع والمرافق التي أنشأها بعض الخلفاء والأمراء والوزراء والوجهاء.
ورغم ما كان يتعرض له الحجاج من مصاعب، فإنهم دأبوا على السفر إلى الحج، ولم نسمع أنهم انقطعوا عنه من أنفسهم سنة من السنين.