جامعة القرويين: صرح تعليمي يربط بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر
جامعة القرويين في فاس بالمغرب ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي رمز حضاري يعكس التاريخ الإسلامي العريق. كما تأسست هذه الجامعة العريقة على يد السيدة فاطمة الفهري بين عامي 857 و859 كمجمع ديني وتعليمي. لم يمضِ وقت طويل حتى تحولت إلى مركز علمي وروحي بارز في العصر الذهبي الإسلامي، مستقطبة أعلام الفكر والعلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
تاريخ جامعة القرويين
كما انضمت في عام 1963 إلى النظام الجامعي المغربي الحديث، وفي عام 1965 حصلت رسميًا على اسم “جامعة القرويين” المبنى التاريخي للمسجد، الذي يعد جزءًا من الجامعة، كما يبرز بروعته المعمارية المميزة، حيث تتجلى فيه أصالة الفن المغربي والإسلامي بلمسات من حقب مختلفة من التاريخ.
وفي هذا الصدد قال مازن الزيودي أستاذ التاريخ بجامعة القرويين، أن جامعة القرويين احتضنت على مدى قرون، نخبة من العلماء والمفكرين، مسهمة في إثراء الفكر الإسلامي وتعزيز التبادل الثقافي بين الحضارات. واليوم، تستمر الجامعة في أداء دورها الرائد في التعليم العالي، حيث تجمع بين أصالة التراث وروح الحداثة في منظومتها الأكاديمية.
أما المسجد التاريخي، فهو شاهد على تحولات عمرانية وثقافية تمتد لأكثر من ألف عام. بدأت مسيرته في القرن التاسع، لكنه بفضل توسعات متعاقبة على يد سلالات حاكمة مختلفة، أصبح اليوم من أكبر مساجد إفريقيا، قادراً على استيعاب 22 ألف مصلى. يمتد المسجد على مساحة تقارب نصف هكتار، ليكون بذلك رمزاً للهوية الثقافية والدينية للمغرب.
كما يتميز المسجد بتصميم فريد يشمل قاعة صلاة واسعة ذات أعمدة متعددة، تمثل القلب النابض للمكان. يحيط بها فناء مركزي مزين بنافورة، يضيف طابعاً جمالياً وعملياً للمسجد. وفي الجهة الغربية للفناء، تقف المئذنة الشامخة، التي طالما كانت رمزاً للصوت الذي يجمع المصلين. يكتمل هذا التصميم بمرافق متنوعة موزعة حول محيط المسجد، مما يجعله تحفة معمارية تعكس عبقرية الهندسة الإسلامية.