أسرار كنيسة أم الزنار في حمص: تاريخ ممتد من القرن الأول إلى اليوم
في قلب منطقة الحميدية بحمص السورية، تتربع كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، واحدة من أقدم الكنائس في العالم وأكثرها ارتباطًا بالإرث المسيحي. كما يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي. وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على ذخيرة يعرف إنها جزء من زنار مريم العذراء.
أسرار كنيسة أم الزنار
كما تكمن القصة الحقيقية تحت الكاتدرائية الحالية. حيث توجد الكنيسة الأصلية على عمق سبعة أمتار، قريبة من نبع ماء يصل عمقه إلى 20 مترًا. تم بناء الكنيسة الأصلية عام 59م على يد إيليا. أحد رسل المسيح الـ72، كمكان عبادة تحت الأرض يستخدم سرًا خلال حقبة الاضطهاد الروماني. وما زال زنار العذراء يعرض في مزار خاص داخل الكنيسة. ويتم الاحتفال به سنويًا في عيد انتقال العذراء في 15 أغسطس، حيث يطاف بالزنار في الشوارع المجاورة.
أصبحت الكنيسة مقرًا لكرسي الأبرشية الأسقفي، حيث خدمها أول أساقفتها، سلوانس، حتى وفاته عام 312م. وفي عام 313م، بدأ بناء كنيسة كبيرة فوق الكنيسة الأصلية باستخدام الحجر البازلتي الأسود المميز لحمص، بينما تم تسقيف البناء بالخشب. كما نقل الزنار المقدس إلى الكنيسة الجديدة، وحفظ في وعاء معدني داخل جرن بازلتي. أما برج الجرس الحالي فقد أضيف في القرن السادس أو السابع.
كما كان زنار مريم العذراء في حوزة القديس توما الذي طلب دليلاً على انتقال العذراء إلى السماء. ثم انتقل الزنار إلى الرها ومنها إلى حمص عام 476م، عندما أحضره راهب يدعى الأب داود الطور عابديني إلى الكنيسة، ما منحها اسمها المعروف اليوم.
تطورات كنيسة أم الزنار عبر العصور
وفي هذا الصدد قال الباحث داود مناريوس، أن تم إعادة ترميم الكنيسة بإشراف المطران يوليوس بطرس في عام 1852، حيث تم إهادة بناء السقف والجدران، وأنشئت قبة مزخرفة تدعمها 16 عمودًا ضخمًا. وضع الزنار المقدس في جرن بازلتي تحت حجر يحمل نقشًا يوثق تاريخ تجديد الكنيسة، كما أضيف برج الجرس الحالي عام 1901، وتجددت الكنيسة عام 1910 بأمر السلطان العثماني محمد الخامس. وفي عام 1953، أخرج الزنار من وسط المذبح ووضع في مزار خاص يتيح للزوار رؤيته.
الجدير بالذكر أن الكنيسة تعرضت لأضرار خلال الحرب السورية عام 2012 نتيجة القصف، مما أدى إلى تلف بعض الأجزاء الخارجية واحتراق المحال المجاورة، إلا أن المطرانية أكدت أن الزنار لم يُسرق، وأن الأضرار اقتصرت على الخارج.