غزوة سفوان: الغارة التي أشعلت الحرب بين المسلمين والفهريين
غزوة سفوان، وهي تسمى أيضاً غزوة بدر الأولى. بعد أن عاد نبي الإسلام محمد من غزوة العشيرة، مكث في المدينة أياماً قليلة لم تتجاوز العشرة، ثم خرج لملاحقة كرز بن جابر الفهري الذي قام بالغارة على ماشية المدينة قبل أن يسلم. تابعه حتى وصل إلى وادي يسمى سفوان بالمهملة والفاء ساكنة أو مفتوحة بالقرب من بدر، فلذلك سميت غزوة بدر الأولى. لكنه لم يلحق به كرز وفاته. وكان قد ترك في المدينة زيد بن حارثة نائباً عنه وحمل الراية.
في “معجم البلدان” لياقوت الحموي ذكر:
“وسفوان واد آخر بجانب بدر. قال ابن إسحاق وبعد أن غار كُرز بن جابر الفهري على ما أنعم الله به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ماشية المدينة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لمطاردته حتى وصل إلى واد يسمى سَفَوَان بالقرب من بدر فلم يجده كُرز وفاته وهذه غزوة بدر الأولى في جمادى الأولى سنة اثنتين، وقال النابغة الجعدي يذكر سفوان ولا أراها إلا سفوان البصرة”.
وقال ابن كثير في كتاب “البداية والنهاية”:
“قال ابن إسحاق: ثم بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة، لم يمكث في المدينة إلا أياماً معدودة لا تبلغ العشرة، ثم خرج ليلاحق كرز بن جابر الفهري الذي غار على ماشية المدينة، فوصل إلى واد يقال له: سفوان باتجاه بدر، وهي غزوة بدر الأولى، ولم يدركه كرز ففاته.
وقال الواقدي: وكان لواؤه مع علي بن أبي طالب.
قال ابن هشام والواقدي: وكان قد تولى المدينة زيد بن حارثة.
كما قال ابن إسحاق: فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام جمادى ورجباً وشعبان وقد كان قد أرسل قبل ذلك سعداً في ثمانية رهط من المهاجرين، فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز.
قال ابن هشام: ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة، ثم عاد ولم يواجه عدواً.”