حكاية قلعة “الطابية”.. حصن عثماني لحماية القوافل والحجاج من قطاع الطرق
أميرة جادو
قامت الدولة العثمانية ببناء قلعة ضخمة،في عام 1799 م، بهدف حماية مدينة القصير من اللصوص، وذلك على متن أسطول من الحجاج المغادرين عبر ميناء القصير إلى أرض الحجاز. وكانت المدينة تعاني من تهديدات قطاع الطرق، مما دفع بأهالي القصير إلى مغادرتها بسبب الفوضى التي كانت تسيطر على حياتهم وتجارتهم. وقد تم تشييد القلعة العثمانية لتوفير الحماية اللازمة لهم.
سبب التسمية
ويرجع سبب تسمية هذه القلعة باسم “الطابية” ولا تزال تحتفظ بشهرتها حتى يومنا هذا. إلى أسوارها القوية واحتوائها عدد كبير من المدافع التي كانت موجودة داخلها لحماية المدينة منذ وقت بنائها.
وفي هذا السياق، قال أشرف القاضي، أحد شباب مدينة القصير، إن الطابية تعد من أبرز المعالم الأثرية في المدينة، وهي محط إعجاب كل من الصغار والكبار. وأشار القاضي إلى أنه لا توجد إشارات أو معلومات تدل على زيارة الوفود السياحية القادمة إلى المدينة في إطار زياراتهم السياحية لمصر.
وقال القاضي أيضًا إن السياح الذين يرغبون في زيارة الطابية في القصير يجب أن يكونوا من سكان المدينة أو من الزوار المقيمين في الفنادق القريبة من مرسى علم. حيث تنظم شركات السياحة زيارات سياحية في هذا السياق. وأكد أن القلعة العثمانية تعد واحدة من أقدم المعالم التاريخية في الدولة. حيث يبلغ عمرها أكثر من 445 عامًا، وطالب مجلس الترويج السياحي بتكثيف الجهود للترويج للقلعة العثمانية بشكل أفضل.
حامية مدينة القصير
وطالب القاضي وزارة السياحة بأن تعمل بشكل مشترك مع المجتمع السياحي، بما في ذلك الفنادق والشركات، بالتعاون مع وزارة الآثار للترويج للقلعة العثمانية، التي كانت بمثابة حامية لمدينة القصير في عهد الدولة العثمانية.
تم بناء القلعة العثمانية لحماية المدينة من هجمات قطاع الطرق. وهي تتميز بوجود أربعة أبراج مراقبة، والجدران السميكة المصنوعة من الحجر الجيري. كان هناك خزان مياه قديم مكسور من الطوب لتجميع مياه الأمطار.
سبب تشييد القلعة
والجدير بالإشارة أن السبب الرئيسي في تأسيس القلعة هو الهجمات المتكررة من اللصوص على الحجاج والتجار ومواكب أهالي القصير. مما أدى إلى هجرة السكان للمدينة بسبب تهديدات اللصوص التي استمرت لما يقرب من 500 عام. كانت الفوضى تعم الميناء، ولم يتمكن السكان من إرسال الإمدادات إلى الحجاز بسبب تعطيل الموانئ.
بعد هذه الحوادث والعديد من الهجمات من قطاع الطرق. قام الحاكم العثماني آنذاك، سنان باشا، بإرسال رسالة إلى السلطان سليم الثاني لإبلاغه بالمشكلات التي يواجهها أسطول الحجاج والتجار والموانئ. بناءً على ذلك، أمر السلطان سليم الثاني ببناء القلعة لحماية المدينة.