تاريخ ومزارات

سر دفن المصريين القدماء لـ الفيلة.. اعرف التفاصيل

أميرة جادو

الحضارة المصرية القديمة لم تكشف عن كل أسرارها بعد، كل يوم هناك دراسات وأبحاث تكشف جوانب من تلك الحضارة العظيمة، ومن ذلك ما يتعلق بالدفن، فلم تقتصر دفناتهم على الإنسان فقط، بل كان للحيوان نصيب، ومن ذلك دفن الفيلة، وسنتعرف في السطور التالية على سر دفن المصريين القدماء للفيلة.

ووفقًا لما ذكرته زينب عبد التواب رياض، كتاب “العبادة الحيوانية بين الدفن والرمزية فى مصر وبلاد الشام والعراق.. فى عصور ما قبل التاريخ”، فأن البيئة المصرية القديمة ملائمةً لتواجد الفِيَلة الإفريقية، خاصة في العصور الأولى، إذ تم العثور على بقاياها العظمية في منطقة الفيوم منذ العصر الحجري الحديث، عندما كانت الأراضي تتميز بالمستنقعات والحشائش ومناطق شبه السافانا، لكن الجفاف وعمليات الصيد المكثفة دفع الأفيال إلى النزوح جنوبًا، ضمن مجموعة من الحيوانات التي تحتاج لكميات كبيرة من الطعام.

اكتشاف فنات الفِيَلة

والجدير بالإشارة أن “البيئة المصرية” من البيئات الملائمة لتواجد الفِيَلة Elephas aficanus منذ أقدم العصور، وقد عثر على بقاياها العظمية في الفيوم منذ العصر الحجري الحديث، حيث مناطق المستنقعات والحشائش ومناطق شبه السافانا، إلا أنَّ ضغط ظروف الجفاف وعمليات الصيد أدى إلى نزوح الفِيَلة جنوبًا ضمن مجموعة أخرى من الحيوانات التي تحتاج إلى كميات ضخمة من الطعام.

وقد شهد عام 1934م اكتشاف كاتون طومسون هيكلًا عظميًّا لفيل على شاطئ بحيرة الفيوم، مع وجود رأس سهم مقعَّر ملتصق بعظامه. ورغم ذلك، رجحت الباحثة أن السهم لم يكن العامل الأساسي في قتله، بل استخدم السم لتسهيل المهمة.

في جبانة “هيراكونبوليس”، وجدت دفنات أفيال ذات أهمية تاريخية كبيرة، مثل الدفنة رقم 14 التي تحتوي على بقايا فيل صغير وبعض الحيوانات والكلاب، والدفنة رقم 24 التي تضمنت أجزاءً عظمية لفيل آخر يرجح أنه ذكر صغير، إضافةً إلى بقايا أسنان وأجزاء من الجمجمة.

التشريح وإعادة بناء الهياكل

كشفت الدراسات عن هيكل عظمي شبه مكتمل لفيل ضخم يعود لعمر يقدر بـ10-11 عامًا، مع توثيق حجم تقريبي يظهر طوله الذي تجاوز 2.5 متر ووزنه الذي زاد على 1000 كجم.

الجهود في دفن الأفيال

أظهرت الاكتشافات أن دفن الأفيال كان يتطلب تجهيزات استثنائية، مثل بناء هياكل خشبية تحيط بالفيل وتوفّر الظل له قبل وفاته. كما عثر على رؤوس سهام دقيقة الصنع يُعتقد أنها استُخدمت في صيده.

المتاع الجنائزي والرمزية

احتوت بعض الدفنات على أدوات زينة ومجوهرات ومواد ثمينة مثل الملاخيت الأخضر والمغرة الحمراء، مما يعكس أهمية الدفنة وثراء صاحبها. وجدت أيضًا أجزاء عظمية لثور قرب إحدى الدفنات، ربما قُدمت كقربان غذائي للفيل.

الغرض من دفن الأفيال

رغم غياب الأدلة على دور ديني للأفيال في العقيدة المصرية القديمة، يبدو أن دفنها كان يعبر عن رمزية القوة والسيطرة. وهو ما يعكس مكانة أصحاب الجبانات وحكامهم. كان الفيل، مثل الثور، رمزًا لقوة الحاكم وربما كان يحمل صفة فخرية تعبِّر عن انتصاراتهم أو حبهم الخاص له.

أظهرت الدراسات الحديثة في “هيراكونبوليس” أن دفن الأفيال تم بأسلوب مشابه للدفنات البشرية. مما يبرز قيمة خاصة لهذه الحيوانات في مصر القديمة. ويستمر الجدل حول الأبعاد الرمزية والجنائزية لهذه الدفنات، لكنها تظل دليلًا على الثراء والتفكير الجنائزي المتميز لدى المصريين الأوائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى