العطور عند المصريين القدماء.. أسرار الأساطير الفرعونية حول الروائح الزكية
أميرة جادو
لم يكن العطر مجرد تقديم للمعبودات المصرية القديمة فقط، بل كان يعتقد أن هذه الكائنات المقدسة خلقت من المواد العطرية نفسها، وبحسب لأسطورة الخلق في هليوبوليس، نشأت المعبودات من عرق “أتوم”، الذي كان يعتبر إفرازًا ذا رائحة زكية ومصدرًا للحياة.
العطور في عهد حتشبسوت
في عهد الملكة حتشبسوت، كان آمون محورًا رئيسيًا في الطقوس والتجليات العطرية، بينما احتفظت المعبودات الأخرى أيضًا بعلاقاتها الوثيقة مع العطر. وبحسب الأسطورة، كان “حورس” يعرف بأنه سيد العطر منذ الدولة القديمة، مما أدى إلى شيوع تعبيرات مثل “عطر حورس” و”عطر عين حورس”.
ارتباط المعبودات بالنباتات العطرية
كما ارتبطت بعض المعبودات المصرية بالنباتات العطرية، مثل “نفرتوم” الذي يمثل زهرة اللوتس، التي كان “رع” يستنشقها كل صباح عند ظهوره على الأفق. كما كان المعبود “شسمو” مرتبطًا بصناعة الدهن العطري، واشتهر بلقب “صانع العطور”.
البخور والعبادة الإلهية
ويشار إلى أن المواد العطرية، كانت لها مكانة. ولاسيما البخور في العبادة الإلهية. ومن خلال التلاعب اللفظي، كان يطلق على “عطر الإله” اسم “سي-نثر”، الذي يعادل كلمة “البخور” باللغة المصرية القديمة “سنثر”.
وبحسب ما جاء في الأساطير الفرعونية، فأن البخور يعتبر تجليًا إلهيًا، يطلق عليه أحيانًا “بخور الإله” أو “عطر عين حورس”. وقد استخدم البخور لتطهير أماكن العبادة، بينما اعتبر دخانه وسيلة للتواصل بين المعبودات والبشر، مما جعله عنصرًا أساسيًا في الطقوس الدينية.
الطب والعقاقير عند المصريين القدماء
والجدير بالإشارة أن المصريون القدماء اشتهروا بتفوقهم في الطب، معتمدين على استغلال النباتات المحلية والمستوردة في علاج الأمراض. وقد ركز علم المصريات الحديث على دراسة هذه العقاقير، حيث تم فك رموز العديد من الأسماء الهيروغليفية للنباتات المستخدمة، بينما لا تزال بعض الأنواع بحاجة لمزيد من البحث.
زيت الخروع عند المصري القديم
كان زيت الخروع من أبرز العقاقير الطبية لدى المصريين القدماء، وذكرت خواصه العلاجية في بردية إيبرس. استخدم كملين وعلاج لقشرة الرأس وتقوية الشعر، بفضل خواصه التي أثبتها العلم الحديث في إذابة المواد السامة وترسيبها عند مزجها بالكحول، مما يعكس دقة ملاحظات المصريين القدماء في الاستفادة منه.
الخس وعلاقته بالخصوبة
حظي الخس بمكانة خاصة لارتباطه بالإله مين، رمز الخصوبة. كما أكدت الأبحاث الحديثة احتواءه على فيتامين E الذي يعالج العقم والضعف الجنسي. هذه المعرفة العميقة تعكس نظرة المصريين العلمية الدقيقة. وتبقى شاهدًا على براعتهم في استغلال الطبيعة لعلاج الأمراض.