تاريخ ومزارات

تغيرت خريطة العالم بعدها.. ذكرى انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية الكبرى

أميرة جادو 

يصادف اليوم 19 نوفمبر، الذكرى 1386 على انتهاء معركة القادسية، والتي وقعت في 13 شعبان 15هـ وتحديدًا خلال الفترة (16-19 نوفمبر 636م)، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية، وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

وهي أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس وقعت بين المسلمين والإمبراطورية، انتهت بانتصار المسلمين وكانت أحد أهم المعارك لفتح العراق، كما شهدت تحالفا للإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل الذي زوج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد كرمز للتحالف، فهي واحدة من المعارك التى تغيرت بعدها خريطة العالم فى الشرق، واختلفت كل الموازين، فإذا كان هناك رجال يغيرون التاريخ، فرجال هذه المعركة بمن فيهم أمير الجيوش “سعد بن أبى وقاص” وبمن فيهم أصغر جندى لا نعرف اسمه، ولا نعرف نسبه، كان عظماء حقا.

سبب وقوع معركة القادسية 

الصدام العسكري الذي حدث بين المسلمين والفرس في جبهة العراق خلال خلافة أبي بكر الصديق، وبداية خلافة عمر بن الخطاب كان قد قطع شوطاً كبيراً، إلا أنه لم يصل إلى مرحلة اللقاء العسكري الحاسم بين كلا الطرفين، فهزيمة الفرس في معركة البويب لم يخرجهم من العراق، فبقيت الفرس مسيطرة على البلاد سياسياً وعسكرياً، فكان لا بد من حدوث لقاء عسكري نهائي وحاسم بين كلا الطرفين لإنهاء الحكم العسكرى، والسياسي للفرس في بلاد العراق، ونشر الدعوة الإسلامية بسلام.

سبب التسمية

سميت هذه المعركة باسم القاسية لأنها وقعت في العراق، وبالتحديد في منطقة القادسية.

فشل المفاوضات بين الجيشين

أجريت العديد من المفاوضات بين المسلمين وقيادة الفرس السياسية والعسكرية، إلا أنها فشلت، فهي لم تحقق الأهداف الإسلامية، عبر رستم بالجيش الفارسي نهر العتيق، حيث نزل مقابل المسلمين على شفير العتيق، فكان معسكر الجيشين ما بين الخندق والعتيق، واستعد سعد بن أبي وقاص لمواجهة الفرس.

تشابك الجيشان ومرض القائد

وقف الجيشان أمام بعضهما البعض، وفى لحظة عبور الجيش الفارسى كان الوقت قد مضى من أول النهار، وشاء الله فى هذا اليوم واليوم الذى قبله أن يمرض سعد بن أبى وقاص، فقد أصيب بدمامل فى ظهره، وأُصِيبَ بعِرْق النَّسَا؛ فكان لا يستطيع أن يمشي، ولا يستطيع الجلوس، فلم يكن يستطيع أن يمتطى حصانه، فأقام في قصر قديم بين الصفيْن، واشرف منه على جموع الناس، حيث لم يستطع سعد المشاركة في المعركة بسبب العديد من الجروح التى أصابته في مناطق من جسده، إلا أنه بقى يخطط ويشرف على المعركة، فأدار المعركة من فوق القصر.

أحداث معركة القادسية

عبر رستم بالجيش الفارسى نهر العتيق، حيث نزل مقابل المسلمين على شفير العتيق، فكان معسكر الجيشين ما بين الخندق والعتيق، واستعد سعد بن أبي وقاص لمواجهة الفرس، وفى السابع والعشرين من شوال من العام الخامس عشر للهجرة صلى سعد بالجموع صلاة الظهر، وبعدها طلب من القرّاء قراءة سورة الأنفال، وعندما تمت قراءتها نزلت الطمأنينة، والسكينة فى قلوب الناس، وتشجعت نفوسهم للقتال.

وجعل سعد بن أبي وقاص، خالد بن عرفطة العذرى قائداً للجيش، وهناك من اعترض على قيادة خالد، مما دفع سعداً إلى القبض على هذه الفئة التى كان يقودهم أبو محجن الثقفي، واحتجزهم فى القصر، ومنعهم من المشاركة فى المعركة خوفاً من إحداث أى خلل بها.

نتائج معركة القادسية

بينت معركة القادسية مصير العراق، والدعوة الإسلامية بداخله، فخضع بشكل مباشر لدولة الخلافة، مما ساهم فى نشر الدعوة الإسلامية فيه، حيث دخل فى الإسلام ما يُقارب 4000 شخص من جيش رستم بعد انتهاء المعركة فوراً، إضافة إلى العديد من قبائل العرب المستقرة على ضفاف نهر الفرات.

والجدير بالإشارة أن انتصار المسلمين في معركة القادسية يعتبر بداية لانتصارات المسلمين في المنطقة فيما بعد، ومن أهم هذه الانتصارات:

  •  فتح المدائن الذي حدث في العام السادس الهجري.
  •  فتح حلوان في ذات السنة.
  •  حصول معركة جلولاء.

كما حصل المسلمون على الكثير من الغنائم في معركة القادسية، وعلى رأسها راية فارس الكبرى، والمعروفة باسم درفش كابيان، وهذه الراية مصنوعة من جلد النمر، ويبلغ طولها اثني عشر ذراعاً، أما عرضها فثمانية اذرع، وهي مرصعة بالياقوت واللؤلؤ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى