كتابنا

حاتم عبدالهادي السيد يكتب : الصياد وحكمة الجائز.. قصة تربوية للحياة.

حاتم عبدالهادي السيد يكتب : الصياد  وحكمة الجائز.. قصة تربوية للحياة.

 

لقد استطاع د. عمر عبدالجواد عبدالعزيز في قصته الصياد أن يدخلنا إلى عمق الحكاية السردية التي يمزج فيها بين لونين سرديين غاية في الأهمية عبر : مزج السرد الحكائي بفن القصة القصيرة، التي يتقاطع فيها السرد مع المثيولوجيا والتراث، ويتناص مع قصص عربية تراثية موجودة-ومشابهة-عبر تراثنا العربي الذي يعلي من شأن الحكمة،والأمثال الشعبية، التي تشير إلى تجارب الحياة الممتدة.
ويبدأ د. عمر عبدالجواد حكايته المثيرة بتصوير حياة الصياد الذي يعيش مع زوجته في احدى القرى الكائنات على ضفاف النهر، ومعلوم أن النهر يفيض بالخير، وفعلا كان الصياد يرتزق وزوجته من مهنة صيد السمك، يأكلان مما يطعمها الله عز وجل من النهر، ويبيعان بعض السمك لشراء مستلزمات الحياة، لكن النهر يبدأ في الإنحسار، وتزيد معاناة ومتطلبات الحياة بعد أن رزقهم المولى بطفل ليترك الرجل زوجته على وعد أن يعود لها بعد عشرين عاما،فإذا لم يعد تصبح حرة.
وتتجلى هنا قيمة المرأة الصوفية التي حافظت على عهدها مع زوجها، فقامت بالعمل في سوق الخضار للإنسان على نفسها وولدها، وكبر زيد وتعودت بالرعاية والتعليم فحفظ القرآن الكريم، ونشأ نشأة إيمانية خالصة.
وذهب الرجل وسافر لطلب الرزق، فعمل عند صاحب مزرعة وكان يفلح الأرض ثم أقام مشتلا، واشتهر صاحب المزرعة وكثر ماله، وبارك الله فى رزقه . وقبل العشرين عاما بأيام بأيام استأذن أبا زيد صاحب المزرعة ليعود إلى زوجته كما وعدها، وكافئه الرجل بأربعة بقطع ذهبية، وفى طريق العودة قابله رجل حكيم عجوز وأبنائه، فقص عليهم حكايته، لكن الرجل العجوز كان لا يتكلم، فلما سألهم عن السبب قالوا :إنه يعرف لغة الطيور ويكلمهما، وهو حكيم، لا يتكلم إلا لو أعطيته قطعة من الذهب، -بحسب القصة، يقول د. عمر عبدالجواد على لسان الراوي :
( في الطريق لحق به ثلاثة رجال ؛ شابان والثالث رجل كبير في السن
تعارفوا علي أبا زيد و قص عليهم قصته و بدأوا بالحديث عن العبر في الغربة و السفر ؛ بينما الرجل المسن كان بالصمت يئن لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ، و للصمت يحن .
فسأل إبا زيد: من هذا الرجل المسن ؟
أجاب الشابان: إنه أبانا
قال أبا زيد : لماذا يضحك هكذا ؟
أجابا علي الفور : إنه يعرف لغة الطيور
و ينصت إلى نقاشها المسلي بسرور
قال ابا زيد : لماذا لا يتكلم أبدا ؟
أجاب الشابان : لأن كل كلمة منه لها  و قيمة عنده
قال ابا زيد : و كم يأخذ ؟
أجاب الشابان : أبانا من زمن و هو علي عهده ؛ على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية واحدة .
قال أبا زيد إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيراً أكثر من ذلك بكثير ؛ إذا ما أعطيت المسن أبو لحية تئن قطعة ذهبية واحدة ، ؟؟ كفاني أسمع منه ما يقول قبل العودة.
واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى المسن لعله يسمع منه ما يفيده بعدها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى