المزيدكتابنا

جمال أسعد يكتب:الانتخابات والإعلام

جمال أسعد يكتب:الانتخابات والإعلام

 

أي انتخابات رئاسية مهمة فى أي وقت وفى أي ظروف حيث أنها تمثل أهمية للوطن . فما بالك بالانتخابات الرئاسية التى ستبدأ فى أول ديسمبر القادم؟ حيث أن التحديات الداخلية والخارجية المحيطة بالوطن غير مسبوقة فى هذا السياق.

فالظروف التى سهلت لجماعة الإخوان الوصول لحكم مصر لمدة عام، وماتبع ذلك من انهيار الاقتصاد والسياحة …الخ . ثم كانت الطامة الكبرى بعد ٣٠ يونية تلك المواجهة الإرهابية الممولة والمرضى عنها خارجيا . هذه الظروف أجلت الممارسة السياسية فى اطارها وأساليبها التقليدية، وكان هذا مقبولا بشكل مؤقت . الآن وبالرغم من تأثير المشكلة الاقتصادية التى يعانى منها الجميع بدون استثناء حيث ارتفاع نسبة التضخم والديون الخارجية والداخلية وارتفاع الأسعار وتخفيض قيمة الجنيه، إضافة لتأثر العالم ونحن منه بجائحة كورونا إضافة للحرب الأوكرانية الروسية .

ولا ننسى هنا تلك المؤامرات والتربيطات الدولية والمشاركة فيها للأسف بعض الدول العربية التى تمارس الحروب بالوكالة بعيدا عن الجانب العسكرى. مثال (ممر الهند الخليج أوروبا) كبديل لقناة السويس ناهيك عن مشكلة سد النهضة.

هذا وغيره كثير يجعل هذه الانتخابات تمثل أهمية ونقلة نوعية سياسية فى تاريخ الوطن، كيف ؟ بكل الصراحة نحن لايعنينا غير سلامة الوطن والحفاظ عليه، والوطن متمثل في كل مواطن مصرى يعمل لصالح بلده التزاما بالدستور والقانون . وهنا لافرق بين من يؤيد وبين من يعارض طالما يتبع ممارسة سياسية دستورية وقانونية، خاصة أنه لايوجد نظام سياسى بدون معارضة أيا كان مسمى هذا النظام أو مسمى هذه المعارضة طوال التاريخ (مع التأثر بالمتغيرات السياسية العالمية).

فى ظل هذه الظروف إضافة للموروث السياسى المصرى الذى يعطى فى بعض الأوقات السلطة أى سلطة نوعا من القداسة حفاظا على المكتسبات الموروثة والشخصية والذاتية من هذه السلطة، وهذا قائم طوال الوقت. لكل هذا وبكل المقاييس سيفوز السيسى فى هذه الانتخابات، وهذا لايعنى أنه لاتوجد معارضة لبعض قرارات النظام السياسى، فهذا طبيعى وغير ذلك هو غير الطبيعى .

هنا فى ظل هذه المعطيات نقول إنه وجب تفعيل الممارسة السياسية، فالمشكلة الاقتصادية والظروف الاجتماعية وغير ذلك لا ينفصل البته عن الظروف والممارسات السياسية، وهذه الممارسات لاتعنى حق السياسيين أو النخبة فقط في التعبير عن الرأى، ولكن لابد من أن يعبر المواطن فى أي مكان عن رأيه وعن مشاكله وقضاياه بأسلوبه الطبيعى. وهذا لا يعنى أن نقول إن المائة مليون مصرى لابد أن يمارسوا هذا بشكل مباشر، ولكن إذا كانت الديمقراطية النيابية مفروض أن تفعل ذلك، نقول إن وسائل التواصل الاجتماعى تخطت هذه الأساليب.

ولكن هذه الوسائل تمثل خطورة فى كثير من الأحيان حيث أن استغلالها من الذين يتربصون لايخفى على أحد، ولذلك فمن أولويات الممارسة السياسية هى إعطاء الفرصة للرأى والرأى الآخر فى كل وسائل الإعلام . وذلك حماية للوطن وليس العكس . فهذه الممارسات هى التي أطالت من عمر نظام مبارك خاصة فى العشر سنوات الأخيرة. كما أن هذا يخلق مصداقية إعلامية فى مواجهة الإعلام الإخوانى الذى يقوم بدور تخريبى يحب الاهتمام به.

ولذا وجدنا السيسى فى ختام مهرجان ( حكاية وطن ) يؤكد على هذا المعانى وعلى تلك الممارسات التى تصب اولا واخيرا فى صالح الوطن والمواطن والنظام . فلا بد من إعطاء الفرصة لما يسمى بالمعارضة الاجتماعية للتعبير ، حتى لانترك الأمور لمستغلين لايريدون السلامة لهذا الوطن. وعلى الموالاة أن تعيد النظر في تلك الممارسات التقليدية الموروثة والقديمة طوال التاريخ المصرى، فالتغيير لا يتم بين يوم وليلة ولكنه تراكمى . والأهم هو الخطوة الاولى فى رحلة الألف ميل، فهل يمكن أن تكون هذه الانتخابات هى الخطوة الأولى فى طريق وطن ديمقراطى مدنى حديث .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى