“معبد الكرنك”.. حكاية أكبر وأقدم دار عبادة فى العالم
!["معبد الكرنك" أحد أشهر المعالم السياحية في مصر.. وهذا سبب التسمية](https://sqawoa.com/wp-content/uploads/2023/04/FB_IMG_1681559783799-780x470.jpg)
أميرة جادو
يعد “معبد الكرنك” بمحافظة الأقصر من أكبر وأقدم دور عبادة على مستوى العالم، وتعود كلمتي “الكرنك” و”الأقصر” المحافضة التي تضم المعابد إلى تفسيرات متعددة؛ حيث تشير الأولى إلى القوة والحصن، بينما ترجع الثانية إلى كثرة القصور والمقصورات الفرعونية في المنطقة، ورغم أن المعبد لم يكن بهذا الحجم الضخم عند تأسيسه، فإن الملك رمسيس الثاني والملك توت عنخ آمون لعبا دوراً محورياً في توسيعه.
تاريخ وأهمية معبد الكرنك
وفي هذا الإطار، أوضح “الطيب غريب”، مدير معابد الكرنك، أن معبد الكرنك يعد دار العبادة الأكبر في تاريخ البشرية، والذي يقع على كورنيش النيل بمدينة الأقصر، ويضم داخله 11 معبداً، ولهذا أطلق عليه اسم “معابد الكرنك”. أما اسمه في الحضارة المصرية القديمة فهو “آمون رع سيجم نحت”، إذ شيد لعبادة ثالوث طيبة المقدس: الإله “آمون”، وزوجته “موت”، وابنهما “خون سو”. وهو بذلك يسجل كأكبر وأقدم دار عبادة في العالم حاليًا.
والجدير بالإشارة أن مساحة المعبد الحالية تبلغ أكثر من 247 فداناً، منها 46 فداناً مخصصة لمعبد آمون. ويتميز بتاريخه الممتد على مدار عصور ملوك مصر القديمة الذين أضاف كل منهم بصمته إلى تصميمه وتوسعته. بدأ في بنائه في عهد الملك سيتي الأول، واستمر العمل فيه عبر أجيال متعددة من الفراعنة الذين كانوا يسعون إلى تعزيز شعبيتهم بين الشعب من خلال الإسهام في هذا المشروع الضخم، وخلال الأجيال التي تلت الملكين، أضاف كل فرعون إلى المعبد مزيداً من التوسعات؛ إلى أن وقف كإمبراطورية شاسعة المدى! ولم يكن جهد الملوك في توسعة معبد الكرنك إلا بدافع الرغبة في الحصول على شعبية أكبر بين أفراد شعب مصر.
التحولات عبر العصور
في أواخر القرن الثالث الميلادي، أقام الرومان قلعة حول المعبد، حيث حوّلوا إحدى حجراته الداخلية له خلف صالة الملك أمنحتب الثالث إلى محراب. غطيت النقوش الجدارية الأصلية بالجص. كما رسمت وفق الطراز الفني اليوناني الروماني، الذي يظهر الإمبراطور دقلديانوس (284-305 م) وثلاثة من ولاة عهده.
والجدير بالذكر أن وزارة الآثار والسياحة تقدم عروضاً للصوت والضوء داخل المعبد. تحكي قصته بعدة لغات، مما يجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. كما شهد معبد الكرنك مؤخراً مشروعاً قومياً ضخماً لترميم تماثيل الملك رمسيس الثاني. التي أثارت إعجاب العالم بأسره.
كما أن بهذه التحفة المعمارية الفريدة، يستمر معبد الكرنك في تجسيد تاريخ مصر الفرعوني العريق. شاهداً على عظمة الحضارة المصرية التي أبهرت العالم عبر القرون.