في ذكرى ميلاده.. “قاسم أمين” رائد حركة تحرير المرأة في مصر
أميرة جادو
تمر اليوم ذكرى ميلاد واحد من أبرز الرجال الذين صنعوا نهضة مصر الحديثة، خاصة بعد صدور كتابيه “تحرير المرأة، والمرأة الجديدة”، وأول من تصدى لقضية منح المرأة حقوقها عبر كتاباته التي ركزت على هذا الموضوع، وهو الأديب والمفكر الراحل قاسم أمين الذي ولد في 1 ديسمبر عام 1863، وظلت أفكاره شاهدة على جهوده في تغيير النظرة التقليدية للمرأة.
قاسم أمين فيلسوف ومصلح اجتماعي
كان “قاسم أمين” فيلسوفًا مصريًا وقاضيًا ومصلحًا، وهو شخصية بارزة في حركة النهضة العربية. كما دعت كتاباته إلى تحسين أوضاع المرأة العربية، مما جعله أحد أوائل المدافعين عن حقوقها في العالم العربي. ورغم انضمامه للنقاش حول حقوق المرأة في مرحلة متأخرة من تطوره الفكري، إلا أن أثره كان عميقًا ومؤثرًا.
كتاباته أحدثت ثورة
ووفقًا لما ذكرته سلوى محمد نصره في كتابها “الفلسفة النسوية فى فكر الإمام محمد عبده“، فأن المفكر قاسم أمين يحتل فمكانة بارزة في التاريخ الفكري المصري، حيث لا يتم ذكر حركة تحرير المرأة العربية إلا ويرتبط اسمه بكتابه “المرأة الجديدة” و”تحرير المرأة” هذين الكتابين، بذل أمين جهودًا مكثفة للدفاع عن المرأة، وترك بصمة بارزة في الدعوة لتحررها من قيود العادات والتقاليد البالية التي قيدتها عبر العصور.
المرأة في رؤى قاسم أمين
كما استعرض “أمين” تاريخ حياة المرأة عبر العصور، مشيرًا إلى أنها عاشت حرة في البداية بالعصور الأولى، حيث كانت الإنسانية لم تزل في مهدها، لكنها فقدت حريتها بعد تكوين الأسرة. ومع تقدم المدنية، تغيّرت طبيعة القيود المفروضة عليها، حيث تمتعت ببعض الحقوق ولكنها ظلت خاضعة لاستبداد الرجل. ومع بلوغ الإنسانية مرحلة متقدمة من التطور، بدأت المرأة تنال حريتها تدريجيًا وتقترب من المساواة مع الرجل في معظم الحقوق.
ويرى “قاسم أمين” أن المرأة المصرية تعيش حاليًا في المرحلة الثالثة من تاريخها، حيث أعطاها الشرع حقوقًا وواجبات باعتبارها إنسانًا حرًا، لكنها لا تزال تعامل داخل الأسرة وكأنها ليست حرة، بل محرومة من التمتع بحقوقها الشرعية. ويعزو ذلك إلى تبعات الاستبداد السياسي الذي يخضع له الجميع، بما في ذلك المرأة.
تأثره بأستاذه محمد عبده
والجدير بالذكر أن نهج قاسم أمين توافق مع فكر أستاذه الإمام محمد عبده، الذي دعا إلى احترام المرأة كإنسانة حرة لها حقوق وواجبات. حيث أكد “أمين” على أهمية التعليم في رفع مكانة المرأة. ليجعلها أمًا وزوجة صالحة تسهم مع زوجها في بناء أسرة سعيدة ومجتمع متحضر. ويظل قاسم أمين رمزًا فكريًا وثقافيًا بارزًا. أسهم بعمق في تشكيل رؤية حديثة لقضية المرأة في العالم العربي، مؤكدًا على دورها الأساسي في نهضة المجتمعات.
