الملك الذهبي.. 102 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
أميرة جادو
تحل اليوم الذكرى الثانية بعد المائة لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك، حيث تم العثور عليها في الرابع من نوفمبر عام 1922. تعتبر مقبرة توت عنخ آمون (1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشرة مشهورة عالميًا، إذ أنها المقبرة الملكية الوحيدة في وادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة نسبيًا. وكان هذا الاكتشاف الكبير على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي حقق إنجازًا تاريخيًا في عالم الآثار.
تفاصيل الاكتشاف والكنوز الأثرية
في 4 نوفمبر 1922، كان هوارد كارتر أول شخص يدخل الغرفة التي تضم تابوت الملك توت عنخ آمون منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. وحدث ذلك في 16 فبراير 1923. وتضم المقبرة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية كانت مكدسة بعناية فائقة، وتعكس تلك القطع نمط الحياة في القصر الملكي، بما في ذلك الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والألعاب، بالإضافة إلى الأواني المصنوعة من مواد متنوعة والأسلحة والمركبات.
بداية العمل والتحديات
في ديسمبر من نفس العام، تم إخراج أول قطعة أثرية من المقبرة، وبدأ تنظيف الغرفة الأمامية في عملية استغرقت سبعة أسابيع. وفي منتصف فبراير 1923، تم فتح غرفة الفن بشكل رسمي. لكن في الخامس من أبريل 1923، توفي اللورد كارنارفون، مما أثار الشائعات حول “لعنة الفراعنة”، وانتشرت هذه الفكرة على نطاق واسع. وبعد ستة أشهر من وفاته، عاد كارتر إلى مصر لاستكمال عمليات الحفر، وفي 12 فبراير 1924 تم رفع الغطاء الجرانيتى للتابوت.
أهمية المقبرة عالميًا
وفقًا للموقع الرسمي لوزارة الآثار، تعتبر مقبرة الملك توت عنخ آمون رمزًا تاريخيًا لمصر، حيث احتلت العناوين الرئيسية في الصحف حول العالم منذ اكتشافها. وجذبت الأنظار بفضل التحف الذهبية الفاخرة التي وجدت داخلها. ورغم مرور أكثر من قرن على اكتشافها، ما زالت مقبرة توت عنخ آمون تُعد واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم.
مقارنة بحجم وتصميم المقابر الأخرى
وعلى الرغم من الكنوز الهائلة التي تم العثور عليها في مقبرة توت عنخ آمون (المعروفة برقم 62 في وادي الملوك)، فإن تصميمها وحجمها يعدان متواضعين مقارنة بالمقابر الأخرى في نفس الموقع. ويعود السبب في ذلك إلى أن توت عنخ آمون اعتلى العرش في سن صغير وحكم لمدة تسع سنوات فقط. الأمر الذي يثير التساؤل حول محتويات مقابر ملوك الدولة الحديثة الأقوياء مثل حتشبسوت، تحتمس الثالث، أمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني، إذا كانت مقبرة الملك الصغير تضم كل هذه الثروات.