تاريخ ومزاراتفنون و ادب

تاريخ “الأمثال الشعبية”.. حكمة المصريين المتوارثة عبر الأزمان

أميرة جادو

يتميز الشعب المصري بالحكمة المتوارثة التي استمدها من كونه واحدًا من أقدم شعوب العالم وأصحاب الحضارة، لقد عاش المصري القديم حياة التأمل واختصر تجاربه وشواهد حياته في حكايات والأمثال الشعبية تحمل في طياتها عصارة الخبرة الإنسانية، والتاريخ المصري الشعبي يعكس تفاصيل حياة الناس اليومية وأحلامهم وآلامهم،هو التاريخ غير الرسمي الذي يترك بصماته على كل شيء، الأغاني والحكايات والأمثال والعادات والاحتفالات، التاريخ الذي ينتمي إلى الناس البسطاء، ويعبر عن آمالهم وآلامهم، وأحلامهم، وعادة ما كان الناس يختصرون هذا التاريخ في “حكمة” قد تأتي في حكاية، لكنها تتألق في “المثل الشعبي”.

صوت الحكمة المصرية

كما أن الأمثال الشعبية ليست مجرد عبارات تقال، بل هي كنز ثقافي يتوارثه المصريون جيلاً بعد جيل، يلخص دروس الحياة بحكمة وبلاغة، وتعتبر الأمثال جزء أصيل من وجدان الشعب المصري وتعكس فرحه وحزنه، ذكاءه وفكاهته، وتحولات حياته الاجتماعية عبر العصور.

دور الأمثال الشعبية عبر التاريخ

كما لعبت الأمثال الشعبية في مصر دورًا رئيسيًا في نقل المعرفة والحكمة من جيل إلى آخر. فالمثل الشعبي ليس مجرد كلمات، بل هو قصة مختصرة أو موقف ملهم تمت صياغته في عبارة جامعة تصلح لكل زمان ومكان.

علاوة على أن الأمثال المصرية ثرية ومتشعبة، تشمل جميع جوانب الحياة، من العمل والزواج إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاق، ومن أبرز الموضوعات التي ناقشتها الأمثال.

 أمثال عن العمل والكفاح

تظهر هذه الأمثال تقدير المصريين للعمل والسعي. مثل:

  • “الرزق يحب الخفية”: تشجيع للعمل بصمت بعيدًا عن التباهي.
  • “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”: تأكيد على أهمية الادخار.

أمثال عن الحكمة والتجربة

  • “يا خبر النهارده بفلوس، بكره يبقى ببلاش”، وهو دعوة لعدم الاستعجال وانتظار الحقائق.
  • “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”، يدل على قيمة التجربة الشخصية في تقديم الحلول.

أمثال عن العلاقات الإنسانية

تركز على التعاملات اليومية بين الناس. مثل:”إن كبر ابنك خاويه”: دعوة لاحترام الأبناء عندما ينضجون. و “الجار قبل الدار” والذي يشير إلى أهمية العلاقات الجيدة مع الجيران.

الأمثال الشعبية: انعكاس لروح مصر

تعكس الأمثال الشعبية السمات المميزة للمجتمع المصري، فالمصري بطبيعته يميل إلى السخرية حتى في أصعب الظروف. فنجد مثلاً: “جت الحزينة تفرح ملقتش مطرح”، يُقال للسخرية من سوء الحظ المستمر.

الحكمة العملية

المثل المصري دائمًا واقعي ومبني على التجربة. مثل:”اللي على رأسه بطحة يحسس عليها”، في إشارة لمن يخشى اكتشاف أمره.

التسامح والطيبة

يظهر ذلك في أمثال مثل: “العيش والملح ما بينتهيش”، في إشارة إلى الوفاء بالعِشرة.

الأمثال الشعبية في الحياة اليومية

تُستخدم الأمثال في مصر بشكل يومي تقريبًا، في كل المواقف، فهي حاضرة في الأحاديث العائلية، المجالس العامة، وحتى في النقاشات الجادة. على سبيل المثال:

  • في المواقف التي تتطلب الصبر، يقال: “الصبر مفتاح الفرج”.
  • عند النصيحة بعدم التدخل فيما لا يعني، يقال: “اللي يحضر العفريت يصرفه”.

والجدير بالإشارة أن الاستخدام المكثف للأمثال يجعلها لغة سريعة للتواصل، حيث تختصر الكثير من الكلام في عبارة موجزة، ومن أهم الذين اهتموا بالأمثال الشعبية وجمعها الأستاذ أحمد تيمور، حيث قام بتأليف كتاب جمع فيه الأمثال الشعبية التي يتبادلها الناس فيما بينهم، ومن هذه الأمثال:

  • إتحدت في المجلس واللي يكرهك يبان .
  • أي إذا كنت في مجلس قوم وأردت أن تعرف من يبغضك فيهم تحدث بينهم بحديث يظهر لك من الإقبال والإعراض ما تكنه قلوبهم من حب أو بغض.
  •   اجتمع المتعوس على خايب الرجا.
  • يضرب للمتشابهين في التعاسة وسوء الحظ يجتمعان.
  •  إحنا اتنين والتالت جانا منين.
  • أي نحن اثنان فمن أين جاء الثالث، يضرب للداخل بين شخصين في أمر لا يعنيه.
  •  أخرس وعامل قاضي.
  • يضرب للعاجز يتصدر لما لا يستطيعه من الأعمال.
  •  ادعي على ولدي وأكره اللي يقول آمين.
  • يضرب في الشفقة على الأولاد وأن الدعاء عليهم باللسان دون القلب.
  •  إدي سرك للي يصونه.
  • لا تفشي سرك إلا لمن يصونه ويحفظه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى