حصن اليحمدي: جوهرة العمارة العمانية القديمة
أسماء صبحي
يقع حصن اليحمدي في ولاية بركاء بسلطنة عمان، وهو واحد من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس مهارة العمانيين في فنون العمارة العسكرية التقليدية. ويعود تاريخ الحصن إلى القرن السابع عشر الميلادي. حيث بناه حكام اليحمدي ليكون مركزًا دفاعيًا وإداريًا يحمي المنطقة من الغزوات الخارجية ويضمن السيطرة على الطرق التجارية البرية والبحرية.
تصميم حصن اليحمدي
يتميز الحصن بتصميمه الهندسي الفريد، حيث يجمع بين الجدران العالية والأبراج الدائرية التي كانت تستخدم للمراقبة والدفاع. كما يحيط بالحصن خندق مائي كان يملأ بالماء ليزيد من صعوبة اقتحامه. ويتكون الحصن من عدة غرف داخلية تشمل المخازن، والسجون، وقاعات الاجتماعات، بالإضافة إلى مسجد صغير يعكس ارتباط العمانيين بالإيمان كجزء من حياتهم اليومية.
ومن جانبه، أشار الدكتور خالد المعمري، أستاذ التاريخ بجامعة السلطان قابوس، إلى أن حصن اليحمدي ليس مجرد معلم أثري. بل هو شاهد حي على قدرة العمانيين على التكيف مع التحديات العسكرية والجغرافية. وأضاف أن الحصن يمثل نقطة محورية في تاريخ المنطقة. حيث كان يستخدم أيضًا كمقر لتنسيق العلاقات التجارية مع التجار القادمين من الهند وشرق إفريقيا.
مركز ثقافي واجتماعي
بالإضافة إلى دوره الدفاعي، كان الحصن مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا. حيث يعتقد أن حكام المنطقة كانوا يعقدون فيه المجالس والندوات التي تجمع وجهاء القبائل لمناقشة شؤون الحكم وتنظيم التجارة. كما كان الحصن أيضًا مستودعًا للأسلحة والذخائر، ما يعكس استعداده الدائم لأي طارئ عسكري.
واليوم، خضع الحصن لعمليات ترميم دقيقة أشرفت عليها وزارة التراث والسياحة العمانية للحفاظ على طابعه التاريخي. كما أضيفت إليه مرافق حديثة تساعد الزوار على فهم تاريخه. بما في ذلك لوحات تفسيرية وأدلة سياحية متخصصة، مما جعله رمزًا حضاريًا وجزءًا من الهوية العمانية.
ويبقى حصن اليحمدي رمزًا للإرث العماني العريق وشاهدًا على براعة أجدادهم في بناء حضارة تمتد عبر القرون.