“حرب المماليك”.. أشهر جرائم القتل وصراع السلطة في العصر المملوكي

أميرة جادو
يعتبر الحكم والسلطة دائماً محط أنظار المؤامرات، على مر التاريخ، تزايدت هذه المؤامرات في كل مكان كان فيه النفوذ، من العصور القديمة في الإمبراطورية الرومانية واليونانية، إلى العصور الوسطى، وخاصة في التاريخ العربي. ومن أبرز الأمثلة على تلك الصراعات المؤامرات التي شهدها العصر المملوكي، حيث كان التنافس على الحكم مشبعًا بالخيانات والاغتيالات.
أيبك يتخلص من أقطاي
عندما قرر عز الدين أيبك التخلص من منافسه الفارس أقطاي، دبر له كمينًا داخل سراي القلعة. وفقًا لما ذكره جرجى زيدان، قام أيبك بقتل أقطاي وأمر بإغلاق القلعة والمدينة لمنع أي رد فعل فوري. ولم تمض فترة قصيرة حتى وصل الأمراء الصالحيون بقيادة بيبرس للمطالبة بأقطاي، غير مدركين لمقتله. وعندما ألقى أيبك برأس أقطاي من فوق سور القلعة، أصاب الرعب قلوبهم، ما دفعهم إلى الفرار نحو سوريا، بينما ألقي القبض على بعضهم وتم سجنهم.
نهاية أيبك على يد شجر الدر
بعد أن عزم عز الدين أيبك على الزواج من ابنة بدر الدين لؤلؤ، استشعرت شجر الدر خطر هذا الزواج على نفوذها، فأمرت بقتله. وفقًا للروايات، قامت شجر الدر بإعداد مجموعة من الجواري لخنقه وضربه حتى الموت داخل حمام القلعة. وقد تمت الجريمة في الظلام بمساعدة محسن الجوجري وعدد من الأشخاص، حيث تمت مهاجمته أثناء تواجده في الحمام ولم يُترك له فرصة للنجاة.
مقتل شجر الدر
بعد مقتل أيبك، حاول مماليكه الانتقام من شجر الدر. وفقًا لرواية ابن تغر بردى، احتمت شجر الدر في البرج الأحمر داخل قلعة الجبل، تحت حماية بعض المماليك الصالحية، إلا أن حظوظها قد انتهت عندما ألقت بها زوجة أيبك وابنه المنصور إلى مصيرها. تم العثور على شجر الدر مقتولة خارج القلعة، ودفنت بالقرب من مشهد السيدة نفيسة بعد سلبها.
مصير مأساوي لشجر الدر
أما المقريزي فيذكر في “السلوك لمعرفة دول الملوك” أن مصير شجر الدر كان مأساويًا بعد تولي ابن المعز الحكم. تم تسليمها لوالدة المنصور، حيث ضربتها الجواري بالقباقيب حتى الموت، ثم أُلقيت جثتها من فوق سور القلعة. بقيت جثتها في الخندق لعدة أيام قبل أن تُدفن في مشهد السيدة نفيسة.