تاريخ ومزارات

مسجد بن خاطر: درة المحرق التراثية وأحد رموزها الإسلامية التاريخية

يعد مسجد بن خاطر واحدًا من أبرز المعالم الأثرية ذات الطابع التاريخي في مدينة المحرق بمملكة البحرين، ويقع المسجد في قلب منطقة فريج بن خاطر على شارع بوماهر. الذي يربط شارع الشيخ عبدالله بنزل السلام المعروف بـ “بيت فتح الله” في منطقة حالة بوماهر. كما يتميز المسجد بموقعه المميز داخل سوق المحرق التاريخي. الذي يحتضن أسواقًا قديمة مثل سوق القيصرية وسوق الطيارة وسوق التجار وسوق الجص وغيرها. مما يضفي عليه أهمية خاصة باعتباره جزءًا من التراث الحضاري للمدينة.

تاريخ تأسيس المسجد وإعادة بنائه

لم يحدد تاريخ دقيق لتأسيس المسجد، إلا أن الباحثين يعتقدون أنه يعود إلى القرن التاسع عشر، تحديدًا خلال فترة حكم الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة. في تلك الحقبة. كما كانت المحرق مركزًا حيويًا للتجارة والمجتمعات العربية في البحرين. تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود قد أدى الصلاة في هذا المسجد عندما كان في الخامسة عشرة من عمره. وهو ما يضفي بعدًا إضافيًا على قيمته التاريخية.

عمليات إعادة البناء

وفي هذا السياق قال الشيخ عضو بجمعية الصحفيين البحرينية الكاتب صلاح الجـودر، أن مسجد بن خاطر شهد سلسلة من عمليات إعادة البناء، بدأت في عام 1925 عندما كانت مساحته صغيرة لا تتجاوز 26 × 28 قدمًا، ثم جرى توسيعه عام 1965 بتمويل من أحد المحسنين من الكويت، حيث تم تعديل مساحته بحيث ينفصل عن المنازل المجاورة. في عام 1989، أعادت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بناء المسجد ليتم تحويله إلى جامع يُقام فيه خطبة وصلاة الجمعة، حيث بلغت مساحته النهائية 340 مترًا مربعًا ويتسع لنحو 800 مصلٍّ، مع منارة واحدة وبابين رئيسيين، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب.

عائلات عريقة

للمسجد أوقاف عديدة في أماكن مختلفة، منها المنامة ودارين بالمملكة العربية السعودية. مما يعكس ارتباطه الوثيق بالمجتمع المحلي والإقليمي. في المنطقة المحيطة بالمسجد، تعايشت عائلات عريقة لها مكانة اجتماعية بارزة. مثل عائلة آل خليفة، الخاطر، الداوود، البوعينين، المناعي، وآخرين. مشكلين شبكة متينة من العلاقات الاجتماعية التي تعبر عن روح التآخي والتلاحم التي كانت تسود “زمن الطيبين”.

أئمة المسجد والمؤذنون

كان لمسجد بن خاطر دور مهم في الحياة الدينية والثقافية بالمنطقة، حيث تولى الإمامة فيه عدد من كبار العلماء والمشايخ. من أبرزهم الشيخ مبارك المبارك القادم من الأحساء، الشيخ عبدالرحمن بن سعد، الشيخ أحمد عبدالله سلطان الجودر، الشيخ الفرضي محمد يعقوب الحجازي. وغيرهم من الأئمة الأفاضل الذين ساهموا في نشر العلم والمعرفة. كذلك، كان للمؤذنين دور كبير في تعزيز دور المسجد. إذ أضافوا للمكان روحانية خاصة بفضل أصواتهم العذبة التي استمرت تصدح في أرجاء المحرق على مر العقود.

مسجد بن خاطر: شاهد حي على تاريخ المحرق

كما يمثل مسجد بن خاطر نموذجًا حيًا على عمق التراث الإسلامي في البحرين وأهمية المساجد في تشكيل الهوية الثقافية والدينية للمدينة. برغم التطورات الحديثة. لا يزال المسجد يحتفظ بمكانته كواحد من أبرز معالم المحرق. يجذب الزوار والمصلين ليعيشوا لحظات من الإيمان محاطة بعبق الماضي العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى