اغتيالات حزب الله تتوالى: محمد عفيف آخر الأشخاص المستهدفين
منذ سبتمبر 2024، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع قيادية بارزة في الحزب. تمركزت العمليات الإسرائيلية على تعطيل البنية العسكرية والإعلامية لحزب الله، في وقت تصاعدت فيه التوترات الإقليمية بشكل ملحوظ، حيث تم استهداف العديد من القيادات، كان آخرهم محمد عفيف.
وفي إحدى الغارات الدقيقة التي نفذتها إسرائيل، تم استهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مقر بالضاحية الجنوبية. العملية، التي اعتمدت على معلومات استخباراتية متقدمة، اعتبرتها إسرائيل إنجازًا استراتيجيًا في سياق محاولاتها المتواصلة لإضعاف الحزب.
هذا الهجوم خلف حالة من الصدمة داخل حزب الله، حيث يُعد نصر الله رمزًا سياسيًا ومعنويًا للحركة.
في سياق متصل، اغتيل محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، اليوم، إثر غارة جوية استهدفت مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في الضاحية الجنوبية، حيث كان يعقد اجتماعات مع قيادات بارزة.
أما في أكتوبر الماضي، فقد تم استهداف وسام الطويل، أحد قادة قوة الرضوان، بسيارة مفخخة في جنوب لبنان. الطويل كان مسؤولًا عن العمليات القتالية في الخطوط الأمامية، مما جعل اغتياله ضربة ميدانية مؤلمة للحزب.
في يونيو 2024، استشهد الحاج أبو طالب، سامي عبد الله، الذي كان قائد وحدة النصر في القطاع الشرقي لحزب الله. عبد الله، المولود في عام 1969 في بلدة عدشيت جنوب لبنان، استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جويا جنوبي لبنان، إلى جانب المقاومين محمد حسين صبرا وعلي سليم صوفان.
وفي يوليو 2024، قُتل محمد ناصر، المعروف بـ”الحاج أبو نعمة”، الذي وُلد في 1965 في بلدة حداثا جنوب لبنان، إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صور. الحاج أبو نعمة كان قائد وحدة عزيز بعد مقتل قائدها في 2015 وشارك في دعم النظام السوري.
من جهة أخرى، فؤاد شكر، المعروف بـ”الحاج محسن”، من الجيل المؤسس لحزب الله، والذي وُلد في 1961 في النبي شيت، كان قد استهدف في عمليات عسكرية إسرائيلية. الحاج محسن كان مسؤولًا عن برنامج الصواريخ الدقيقة في حزب الله، وواجه عقوبات أمريكية بعد تصنيفه في قائمة المتهمين بالإرهاب.
أخيرًا، إبراهيم عقيل، المعروف أيضًا باسم إبراهيم تحسين، الذي وُلد في 1962 في بلدة بدنايل، تم اغتياله في 20 سبتمبر 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت، إثر غارة إسرائيلية استهدفت شقته بصواريخ من طائرة “إف 35”. عقيل كان عضوًا في المجلس الجهادي للحزب وله دور بارز في العمليات ضد القوات الأمريكية في الثمانينات، كما شارك في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام.