كيف سيؤثر فوز ترامب على سياسات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية؟
أسماء صبحي
بعدما حصل دونالد ترامب على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي إثر انتصاراته في ولايتي ألاسكا وبنسلفانيا، أضحى السؤال الرئيسي هو: كيف ستتأثر سياسات الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً بفوزه؟ هذا الفوز أعطى ترامب تقدماً كبيراً بعد نجاحه في السيطرة على أغلب الولايات المتأرجحة، حيث فاز في 6 من أصل 10 منها، ما منحه اليد العليا في المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي.
تداعيات فوز ترامب على الصراع في أوكرانيا
قد تؤدي عودة ترامب إلى إعادة تشكيل سياسة الولايات المتحدة الخارجية بشكل جذري، خصوصاً تجاه الحرب في أوكرانيا.
ويتوقع مراقبون أن ترامب قد يتجه نحو صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يؤدي إلى تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا. هذا التوجه، إذا تحقق، سيضع الاتحاد الأوروبي في موقف حساس، بين دول ترغب في إنهاء الصراع حتى لو بشكل مبكر، ودول أخرى ترفض التخلي عن دعم أوكرانيا بشكل منفصل عن توجهات واشنطن.
ويعبر بعض المحللين الأوروبيين عن هذه التداعيات بمصطلح “الصدمة الكهربائية الانتخابية لترامب”، إذ قد يزعزع هذا التوجه وحدة الغرب تجاه أوكرانيا ويهدد التماسك الأوروبي حول هذا الملف.
ويرى خبراء أن الخيارات المتاحة أمام الدول الأوروبية قد تصبح محدودة، ما بين القبول باتفاق سلام لا يلبي طموحات أوكرانيا، أو مواصلة الدعم وتحمل الأعباء وحدها إذا ما تراجعت الولايات المتحدة عن دعم كييف.
وقد وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال 24 ساعة” من خلال إقناع زيلينسكي وبوتين بالتفاوض، لكنه لم يوضح خطته بالتفصيل، مشيراً فقط إلى أن أوكرانيا قد تحتاج لتقديم تنازلات.
موقف ترامب من الأزمة في غزة
يؤكد ترامب أن الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر لم يكن ليحدث لو كان رئيساً، لكنه لم يوضح كيف كان سيمنعه. وأشار إلى أن إسرائيل تحتاج لتحسين جهودها في العلاقات العامة، داعياً إياها إلى “إنهاء الأمر”.
وفي نقاشات سابقة، تجنب الإجابة عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية ودعا لاتخاذ خطوات أكبر لعزل إيران، مستنداً إلى دوره في ولايته الأولى في التوسط لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
السياسة التجارية تجاه الصين
يدعو ترامب إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 20% على الواردات و60% على التجارة مع الصين، بهدف تحفيز الاستثمار داخل الولايات المتحدة. ورغم أنه أشار إلى أن بعض هذه الأرقام قد تكون تكتيكات تفاوضية، إلا أن التوجه العام يُظهر رغبته في تغيير قواعد التجارة العالمية لصالح الاقتصاد الأمريكي.
وفي فترة ولايته الأولى، فرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على مئات المليارات من الدولارات من التجارة مع الصين، ما أثار نقاشاً كبيراً دون تأثير ملموس على الاقتصاد الكلي. في حال تنفيذ تعهداته بفرض رسوم جديدة، تشير تقديرات “بلومبرغ” إلى أن حصة الولايات المتحدة من التجارة العالمية قد تنخفض إلى 9% بحلول 2028، بينما ستتأثر الصين بشكل كبير، إذ ستخسر نحو 90% من صادراتها للولايات المتحدة. المكسيك وكندا قد تتأثران أيضاً، حيث قد تتراجع تجارتهما مع الولايات المتحدة بأكثر من 50%.
سياسات الهجرة
تسببت موجات الهجرة المتزايدة إلى الولايات المتحدة في إحداث نقاشات كبيرة داخل المشهد السياسي، حيث باتت القضية محورية لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتعهد ترامب بتشديد السياسات ضد الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك الترحيل الجماعي لأكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي، وإنشاء معسكرات اعتقال على الحدود المكسيكية. كما يدعو إلى قيود صارمة على أشكال الهجرة القانونية، تشمل اللجوء وحق الحصول على الجنسية بالولادة.
من جهة أخرى، دعت كامالا هاريس، نائبة الرئيس، إلى تشديد القيود على الهجرة غير الشرعية وتمويل الجهود لإدارة الأوضاع الحدودية، إلى جانب دعمها لسياسات لزيادة الهجرة القانونية وفتح مسارات للمهاجرين نحو الجنسية.