هل يعود قطار الشرق السريع للحياة مرة أخرى
ومنذ نكسة 1967 وبعد انقطاع 57 عاما.. عودة خطوط السكة الحديد إلى شبه جزيرة سيناء
سيناء – محمود الشوربجي
وبعد توقف دام لمدة ٥٧ عاما منذ حرب ١٩٦٧ عاد تشغيل خطوط السكة الحديد والتي تُعد من أقدم خطوط السكة الحديد في العالم وهي التي تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر أثناء الاحتلال البريطاني لمصر وهو الخط الشهير في العالم والذي كان يعرف بقطار الشرق السريع والذي كان يربط القاهرة باسطنبول في تركيا مرورا بفلسطين ولبنان وسوريا والمحطة الأخيرة في تركيا والذي تم تدميره في الحرب الإسرائيلية على سيناء في عام ١٩٦٧.
وصرح محمد سليم سلام المتحدث الرسمي باسم محافظة شمال سيناء بمناسبة احتفالات ذكرى نصر أكتوبر الجاري، بحضور الفريق كامل الوزير وزير النقل يرافقه اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء، واللواء عاصم سعدون نائب المحافظ، جرى افتتاح وتشغيل محطة قطار بئر العبد، والذي بدأ تشغيله اليوم من الإسماعيلية حتى مدينة بئر العبد.
كما أوضح المتحدث الرسمي أن قيادات مسؤولة من السكة الحديد في وزارة النقل المصرية تفقدت، مارس الماضي، كوبري سكة حديد الفردان فى المسافة من محطة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية إلى محطة بئر العبد بشمال سيناء تمهيدا لتشغيله تزامنا مع أعياد سيناء.
خط ( الفردان – بئر العبد / شرق بورسعيد ) بطول 100 تم اعادة تأهيله بين الفردان – القنطرة شرق – حتى بالوظة وبئر العبد والتفريعة حتى ميناء شرق بورسعيد…
وتعبر القطارات من غرب القناة إلى شرقها فوق الجسر المعدني المتحرك ( كوبرى الفردان ) والذى تم إعادة تأهيله ليصبح مزدوج وإقامة كوبري آخر فوق قناة السويس الجديدة ليسمح بمرور القطارات بشكل مزدوج بدلا من الخط الفردى .. لتدخل القطارات لشبه جزيرة سيناء منذ سنوات طويلة..
جدير بالذكر أنه سيتم امتداد الخط حتى مدينة ( العريش ) لأول مرة منذ عام ١٩٦٧ بالإضافة إلى إنشاء خط سكة حديد جديد يربط العريش بطابا يمر بوسط سيناء لخدمة حركة البضائع والركاب أيضا وهو الخط الجديد الذي يتم ربط شمال وجنوب سيناء لأول بخط سكة حديد.
ويقول محمود الشوربجي، الباحث في التراث السيناوي، أن في بداية الحرب العالمية الأولى وتحديدا سنة 1916م، وخلال الاحتلال بدأ الإنجليز إنشاء خط سكة حديد الشرق لخدمة مهامهم وأغراضهم العسكرية، وبالفعل في مطلع شهر يناير من عام 1917م وصل الخط إلى مدينة العريش ومن ثم إلى رفح في مارس من العام. وامتد الخط بعد استقرار الأوضاع إلى القدس وبئر السبع.
وأشار “الشوربجي” أن فكرة القطار لم تكن في عهد الإنجليز كما يظن البعض، لكن فكرته بدأت في عام1853م في عهد الدولة العثمانية خلال ولاية الخديوي عباس حلمي الأول، وبدأت انتشار خطوط السكة الحديد في مختلف ربوع مصر.
كما لفت “الشوربجي” وفقًا لما تردد على لسان الأجداد قبل أكثر من 100 عام، أن فكرة إنشاء قطار سكة حديد داخل سيناء كانت مطروحة بالفعل قبل الحرب العالمية الأولى، لكن الذي أعاقها هي فكرة حفر قناة مائية تربط بين خليج السويس والبحر المتوسط (قناة السويس).
وبالرغم من أن إنشاء خط سكة حديد الشرق هو لغرض حربي، وذلك خلال الحرب العالمية الأولى وجرى استخدامه أيضا في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه بعد انتهاء الحرب تم استخدامه لعبور المواطنين من القاهرة إلى سيناء ومن ثم إلى دول الشرق. حيث في فترة الأربعينيات من القرن الـ19 كانت رحلة الذهاب والعودة من القاهرة إلى القدس مع الإقامة لمدة 4 أيام بثمن 255 قرشًا.
كما شهدت فترة ما قبل 1967م زيارات عديدة من أبناء سيناء لزيارة القدس الشريف والصلاة داخله، حيث كانت التكلفة من محطة العريش الواقعة على ساحل البحر المتوسط أقل ثمنًا من القاهرة.
وأضاف “الشوربجي” أن إنشاء خط سكة حديد داخل سيناء له جدوى اقتصادية عالية تعود بالنفع على الدولة إذا ما تم استغلاله أيضا في نقل البضائع إلى الأردن والسعودية ودول الخليج في حال استكماله للوصول إلى طابا والعقبة، كما يمكن استخدامه كدرب جديد للحاج المصري للوصول إلى أقرب نقطة برية واصلة إلى الأراضي الحجازية.
كما لفت “الشوربجي” أن خط السكة الحديد أو قطار الشرق كان يحظى بشهرة عالمية والتي ذكرتها رواية الكاتبة والأديبة العالمية أغاثا كريستي في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي رواية تحقيق بوليسية تحولت إلى فيلم سينمائي عالمي بعنوان جريمة في قطار الشرق السريع.