بدعم أبناء القبائل.. سباقات الهجن تحيي التراث البدوي الأصيل في سيناء
أميرة جادو
يتمسك البدو بالعديد من العادات والتقاليد التي تعكس تراثهم البدوي الأصيل، والتي تتناقلها الأجيال جيل بعد الأخر، ولعل أهمها علاقتهم بالجمال فهي رفيق وصديق البدوي، وسباقات الهجن عنصراً من عناصر هوية أهل سيناء الثقافية، حيث تتواصل سباقات الهجن في سيناء عاما بعد عام، وتعد واحدة من أهم الرياضات الشعبية التي يحبها أبناء سيناء، وتمثل أهمية كبيرة لدى القبائل العربية في سيناء، حيث تحظى باهتمام كبير لدي المربين لأعدادها وتأهيلها للمشاركة في السباقات المحلية والقومية، ونجحوا بمساعدة مختلف أجهزة الدولة في أن تصبح رياضة رسمية تحقق لهم عائد، وترفع اسم الوطن في مختلف ميادين السباقات العربية.
“إزالة الخلافات وسيادة الأمن”
كما تساهم بشكل كبير في إزالة الخلافات بين القبائل وتعمل على توحيد الصفوف، علاوة على دعم الأمن والاستقرار، لذا فان عودة اقامة سباقات الهجن من جديد تمثل رسالة للتأكيد على سيادة الأمن على أرض سيناء الحبيبة، ويوضح الإعلامي السيناوي عبدالله الجعيل، المتخصص في رياضات سباقات الهجن. إن السباقات في سيناء قديمة بقدم أبناء هذا المكان من قبائل، حيث اعتمدوا في الماضي على الإبل في كل ترحالها وتنقلاتها، مضيفًا أن هذه الرياضة أصبحت حاليا من الرياضات العالمية المحببة للكثيرين ومن أجلها أنشئت الميادين وخصصت جوائز فاقت الملايين.
وشدد “الجعيل”، أن مصر لم تكن أبدا غائبة عن مشهد تطور هذه الرياضة والاستفادة منها وتم في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء تنفيذ أكبر ميدان سباق من نوعه للهجن على مستوى مصر والوطن العربي، لافتا إلى أنه على أرض هذا الميدان تتسابق الهجن من كل أنحاء مصر، وتنظم البطولات المحلية والدولية، ويتواصل حاليا تطوير الميدان ليصبح بمواصفات عالمية.
“الإبل وجه الخير على القبائل”
كما أكد حرب المزيني، أحد كبار ملاك الهجن في مصر، أنه مع كل عيد يتذكرون كيف كانت سباقات الهجن حاضره، والآن أصبحت هذه السباقات تقام وتنظم دوريا وهذا شجعهم كملاك هجن على أن يكثروا منها ويحافظوا على سلالتها، وأن تحقق أرقام مهمة في السباقات وتحصد مراكز أولى.
وأشار “المزيني”، إلى أنهم يعتبرون الإبل وجه الخير ويحافظون عليها في كل وقت والأن مع السباقات زاد الاهتمام بها، وأصبحت ليست مجرد هواية ومتعة أن تشاهد سباق ولكنه يفتح أبواب رزق للكثيرين من ملاك ومدربين وعمال، كما أنه مع كل سباق هجن ترتفع أسعار الإبل حتى أن الأسواق المصرية بها هجن أصيلة اقتربت أسعارها من المليون جنيه ويتوقع خلال الأيام القادمة أن تصل لهذا الرقم وتزيد.
وأثمن “المزيني، كملاك للهجن، على جهود الدولة التي أعادت المجد لهذه الرياضة، وساهمت في أحيائها من جديد بجهود المخلصين من أهل الهجن وملاكها وعشاقها.
“انطلاقة من العريش”
وفي السياق ذاته، لفت السبعيني مسلم حسين، من قبيلة السواركة، إلى إنهم تربطهم علاقات قوية مع الهجن، مضيفًا أنه من جيل يعتمد عليها كليا في التنقل والترحال، وحفظ سلالتها الأصلية لافتا أنه كما يعرف تاريخ واسم ونسب كل شخص في سيناء فكذلك الجمل الأصيل يحفظ ملاك الإبل أصولها، ويحرصون على ألا تختلط أنساب أخرى.
وتابع “السبعيني”، أنهم رسميا عرفوا السباقات في الثمانينيات وانطلقت في وسط سيناء ثم في ميدان سباقات الهجن بالعريش، والذى يعد أول مضمار سباق هجن في مصر تم تجهيزه واستقبل بطولات محلية ودولية وكانت منه الانطلاقة التي خدمتهم كملاك هجن، ومنها توسع الاهتمام ليشمل كل مكان في مصر تتواجد به الهجن.
“مردود كبير ودعم”
ومن جهته، قال جازي سعد، عضو مجلس النواب، ورئيس نادي الهجن والفروسية بمنطقة الجفجافة بسيناء، إن عودة رياضة الهجن مرة أخرى الي المحافظة، لها مردود كبير علي أهالي المحافظة بشكل عام وأصحاب الهجن بشكل خاص، مؤكدًا على دعم قبائل سيناء للجهاز التنفيذي من أجل نجاح السباق التنشيطي، تمهيدا لإقامة سباقات على المستوي القومي بمشاركة المحافظات المصرية، ومشاركة عدد من الدول العربية وعلي راسها الإمارات وقطر والسعودية.
