مصر تستعرض تجربتها الفريدة في تطوير العشوائيات عالميًا: إنجازات متواصلة نحو القاهرة الجديدة
حققت مصر تقدماً بارزاً في تطوير المناطق العشوائية على مستوى جميع المحافظات، وتأتي محافظة القاهرة في الصدارة حيث كانت العشوائيات تمثل نحو 50% من مساحتها. ومن المقرر أن تعرض مصر تجربتها في هذا المجال خلال فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة، المقرر انعقاده في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر، والذي يُعد ثاني أهم مناسبة عالمية في أجندة الأمم المتحدة بعد قمة المناخ.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، أن مصر تركز بشكل خاص على التخطيط الحضري لحماية القاهرة التاريخية وإعادة إحياء دورها الاقتصادي والثقافي والفني. مشيراً إلى جهود إعادة تخطيط المدينة وفق طابعها المعماري الفريد، مع التركيز على صون المباني التراثية، مما أسهم في تغيير الصورة العامة للمناطق العشوائية وتحقيق تحوّل حضاري شامل.
من أبرز المشروعات التي أسهمت في تطوير العشوائيات بالقاهرة مشروع الأسمرات، والذي وفر سكناً آمناً لأكثر من 20 ألف أسرة، كذلك مدينتا المحروسة وأهالينا، اللتان تمثلان نماذج متميزة للتطوير الحضري، بالإضافة إلى مشروع سور مجرى العيون ومحيط الفسطاط، والذي ساهم في القضاء على العشوائيات بالمنطقة وإعادة تنظيمها.
وتضم جهود التطوير إنشاء تلال الفسطاط حول بحيرة عين الصيرة، حيث حوّلت المنطقة إلى متنزه عالمي، ونُقل سكان منطقة مثلث ماسبيرو إلى وحدات بديلة لحين إتمام التطوير، مع تقديم تعويضات إيجارية لأكثر من 900 أسرة عادت لاحقاً إلى مساكنها الجديدة.
أما مشروع الأبراج الحديثة، فيشمل إنشاء سبعة أبراج جديدة تتوزع بين شارع 26 يوليو وكورنيش النيل، بتصميمات مبتكرة وارتفاعات تصل إلى 30 طابقاً، وبتكلفة تقدر بستة مليارات جنيه، مما يعزز المشهد الحضري الحديث للعاصمة.
ويتقدم مشروع تطوير محيط سور مجرى العيون نحو الاكتمال، حيث تم ترميم السور باستخدام أحدث تقنيات الليزر، وتم إنشاء محور ترفيهي ومساحات خضراء ومسارح للحرف اليدوية، إضافة إلى بناء 70 عمارة سكنية بطرز معمارية فريدة تتضمن 1286 وحدة سكنية.
وفي مشروع “روضة السيدة” الذي أُطلق بعد إزالة منطقة تل العقارب، يتم العمل حالياً على تطوير منطقة الطيبي ضمن المرحلة الثانية من المشروع، حيث سيتم تسليم 15 عمارة سكنية تضم 700 وحدة خلال الأيام المقبلة، وتوفر المرحلة الجديدة أيضاً وحدات تجارية وخدمات تشمل مراكز أمنية وحضانات ومساحات ترفيهية وحدائق.
إن هذه المشاريع الضخمة تعكس الجهود المكثفة للدولة لتقديم بيئة سكنية متكاملة لسكان المناطق العشوائية، مع الحفاظ على هوية القاهرة الثقافية والمعمارية، مما يمهد الطريق لرؤية مستقبلية نحو القاهرة الجديدة، عاصمة مصر الحضارية
