لماذا لقبت السيدة رقية بذات الهجرتين؟
لماذا لقبت السيدة رقية بذات الهجرتين؟
تعتبر السيدة رقية بنت النبى محمد، رضي الله عنها، من الشخصيات الإسلامية المؤثرة في التاريخ الإسلامي، حيث كانت ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وهي ثاني بناته بعد زينب. اشتهرت بلقب “ذات الهجرتين” نظراً لهجرتها إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة. وُلدت قبل البعثة النبوية بسبع سنوات، وشاركت في أحداث هامة، مما جعل سيرتها محط اهتمام ومصدر فخر للمسلمين.
ولقد ولدت رقية في مكة حوالي عام 603 ميلادية، وكانت في البداية مخطوبة إلى ابن عم والدها عتبة بن أبي لهب. ومع بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دخلت رقية الإسلام، بينما ظل زوجها عتبة على دينه. وعندما نزلت سورة “المسد” التي تناولت أبا لهب وزوجته، أجبر أبو لهب ابنه عتبة على تطليق رقية، فتزوجها بعد ذلك الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وقد هاجر عثمان مع رقية إلى الحبشة، ليصبحا أول من هاجر في سبيل الله. وفي الحبشة، أنجبت رقية ابنها عبد الله، الذي كني عثمان بكنيته “أبو عبد الله”. لكن عبد الله توفي وهو في السادسة من عمره بسبب مرض تسبب فيه جرح من ديك، تاركاً أبويه في حزن عميق.
بعد أن هاجرت رقية مع زوجها عثمان إلى المدينة المنورة، توفيت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة (مارس 624م) أثناء معركة بدر. مرضت بمرض الحصباء، فبقي زوجها عثمان إلى جانبها، تاركاً القتال بأمر من النبي محمد. وبعد وفاتها، قام عثمان بدفنها، وقد وصلت أخبار انتصار المسلمين في غزوة بدر إلى المدينة في نفس اليوم، مما زاد من تفاعل الصحابة مع هذا الموقف المؤثر.
رحلت السيدة رقية عن عالمنا وعمرها واحد وعشرون عاماً، تاركة أثراً عميقاً في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي وجدان الأمة الإسلامية، فهي السيدة الصابرة، والمهاجرة في سبيل الله، والزوجة الصالحة.