حمّام نور الدين: تحفة معمارية في قلب دمشق القديمة
يعتبر حمام نور الدين نموذجًا بارزًا للحمام العربي الإسلامي، وهو من أقدم الحمامات التي لا تزال قائمة في دمشق حتى اليوم. يقع هذا المعلم التاريخي في سوق البزورية بالقرب من خان أسعد باشا، وقد شُيد في القرن السادس الهجري بأمر من السلطان نور الدين.
يتواجد باب الحمام في الجهة الغربية، حيث ينفتح على ممر مغطى بقبوة نصف أسطوانية، يفضي هذا الممر إلى القسم البراني الذي يتميز بشكله المربع. يتوج هذا القسم قبة ترتكز على أربعة مصاطب، حيث توجد اثنتان كبيرتان على الجانبين الشرقي والغربي، واثنتان ثانويتان في الشمال والجنوب. تتوسط البراني بركة ماء تتغذى من خزانات الحمام، حيث يتم تصريف الفائض منها لتغذية بقية أجزاء الحمام.
في الجانب الشرقي الشمالي، يوجد مدخل يقود إلى ردهة صغيرة تحتوي على خدمات صحية مغطاة بقبتين نصف كرويتين. ومن جهة الشمال، يوجد مدخل آخر يؤدي إلى الوسطاني الذي يظلله ثلاث قباب مهيبة، وفي الجهة الغربية ينفتح الجواني، الذي يتميز بشكله المستطيل وقبته ذات الشكل القطعي الناقص.
أما بالنسبة للأرضية، فهي مرصوفة بأجمل أنواع الرخام، والتي زُينت بأشكال هندسية مدهشة تعكس جمال التصميم الإسلامي التقليدي. إن هذا الحمام لا يعكس فقط فن العمارة الإسلامية، بل يمثل أيضًا جزءًا من تاريخ وثقافة مدينة دمشق، حيث يجسد روح الحياة الاجتماعية والروحانية التي كانت سائدة في العصور الماضية.