حوارات و تقارير

نذير شؤم وتقديس للملوك.. هكذا رأى العالم القديم ظهور الشهب في السماء

أميرة جادو

منذ بداية الزمن، عرف البشر الشهب والنيازك كظواهر سماوية خلابة، حيث تشد أنظار المتأملين في ليل السماء. وعلى الرغم من أن كلاهما يرتبط بالسماء، إلا أن الشهب تختلف عن النيازك بكونها تُرى كخيوط مضيئة تحترق في السماء دون أن يصل منها إلى الأرض سوى رماد لا يمكن رؤيته.

شهب الجباريات: حدث فلكي منتظر

في هذه الليلة، ينتظر عشاق الفلك ظاهرة من أبرز الظواهر الفلكية التي ستزين سماء مصر. حيث ستشهد الكرة الأرضية شهب الجباريات، والتي ستبلغ ذروتها ليلة الاثنين المقبل، خاصة الشهب الخافتة منها. تعتبر شهب الجباريات من الزخات المتوسطة، حيث يمكن رؤية نحو 20 شهابًا في الساعة عند الذروة. هذه الشهب ناتجة عن دخول الأرض في حطام مذنب هالي (Halley)، والذي يحترق في الغلاف الجوي للأرض مشكلاً الشهب المتألقة.

بين الأساطير والآلهة

ودائمًا ما يربط الإنسان بين الشهب والعديد من الخرافات والأساطير، واعتقدت الحضارات القديمة أن الشهب هي هدايا من الملائكة أو تجليات لغضب الآلهة. استمر هذا الاعتقاد لقرون، حيث كان الإغريق والرومان يعتبرون ظهور الشهب والمذنبات إما بشارة بخير قادم أو نذير شؤم. بل إن بعضهم رأى أن الشهاب قد يكون إعلاناً عن ولادة شخصية عظيمة.

الشهاب كرمز سماوي في التاريخ الروماني

في العام 44 قبل الميلاد، ظهر مذنب تم تفسيره كإشارة لتأليه يوليوس قيصر بعد مقتله. واستغل ابنه المتبنى، أوكتافيان، الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور أغسطس، هذا الحدث لإضفاء مزيد من العظمة على ذكرى والده. في القصيدة الملحمية “الإنياذة”، يصف الشاعر فيرجيل كيف “ظهر نجم في وضح النهار”، وكيف أقنع الإمبراطور أغسطس شعبه بأن هذا النجم كان روح يوليوس قيصر المتألقة في السماء.

في المسيحية دموع القديس لورانس

والجدير بالذكر أن زخات شهب البرشاويات ارتبطت في الديانة المسيحية، منذ زمن بعيد، بشهادة القديس لورانس. كان لورانس شماسًا في روما القديمة واستشهد في عام 258م خلال اضطهاد الإمبراطور فاليريان. ويُقال إن استشهاده وقع في العاشر من أغسطس، وهو الوقت الذي تبلغ فيه شهب البرشاويات ذروتها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الشهب تُعرف بـ “دموع القديس لورانس”، إشارة إلى هذا الحدث المقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى