حوارات و تقارير

أم سنان بنت خيثمة: صوت الحق والشجاعة في بلاط معاوية

 

خلال عصر التابعين، تميزت عشرات النساء اللواتي تركن بصمة مؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية، يوجه الموقعسلسلة من الموضوعات التي تسلط الضوء على أدوارهن الملهمة والأحداث التي مررن بها في سياق الدعوة الإسلامية وعلاقتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم.

كان جند علي بن أبي طالب مليئًا بالنساء ذوات الحكمة والشجاعة، اللاتي كان لهن مواقف عظيمة في مواجهة الخصوم بأقوال جريئة ومؤثرة. ومن بين هؤلاء النسوة الشهيرات بكارة الهلالية، وسودة بنت عمارة، وأم الخير بنت الحريش البارقية، والزرقاء بنت عدي، وعكرشة بنت الأطش، وأم سنان بنت خيثمة المذحجية. لم يخشين ميادين القتال ولا كثرة الأعداء، بل كنّ يتقدمن الصفوف بكل عزم وشجاعة.

عندما استتب الأمر لمعاوية بن أبي سفيان بعد خلافة علي، كان يستمع إلى هؤلاء النساء بفصاحتهن وصراحتهن، حتى عندما ينتقدنه بشدة، وكان يكرمهن ويمنحهن الهدايا بدلاً من معاقبتهن.

من بين هؤلاء النساء، برزت أم سنان بنت خيثمة التي كانت لها قصص مع مروان بن الحكم، والي المدينة. بعد معركة صفين، عادت أم سنان إلى المدينة واستقرت هناك، لكنها سرعان ما واجهت مشكلة مع مروان الذي حبس حفيدها، فلم تتردد في التوجه إلى دمشق لتقديم شكواها إلى معاوية. ورغم صعوبة الرحلة، نجحت أم سنان في الوصول إلى دمشق ولقاء الخليفة، حيث تأثّر معاوية بفصاحتها وشعرها.

وفي مجلس معاوية، لم تكن أم سنان تتوانى عن مخاطبته بصراحة، مما دفع معاوية إلى استحضار أشعارها التي كانت تحرض ضد الأمويين. لكنها أوضحت أن ذلك كان في الماضي، وأنها الآن ترى في معاوية القائد الذي يستحق المتابعة والتقدير.

عندما طلبت أم سنان إطلاق سراح حفيدها الذي حُبس على يد مروان، استجاب معاوية لطلبها على الفور وأمر بإطلاقه، كما أمر بإكرامها وتزويدها بما تحتاجه للعودة إلى المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى