حوارات و تقارير

السنوار.. من قائد للمكتب السياسي إلى أيقونة نضالية في تاريخ المقاومة

 

أصدرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بياناً أكدت فيه مواصلة القتال حتى تحرير فلسطين بعد استشهاد يحيى السنوار. جاء في البيان: “تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى العلا الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، الذي ارتقى في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وعن حقوق شعبنا المشروعة.” وأضاف البيان: “تفتخر حركتنا بتقديم القادة قبل الجند، ويمثل استشهاد القادة برهانًا على التضحية من أجل تحرير فلسطين.”

السنوار: خبير المقاومة ضد الاحتلال

تميّز يحيى السنوار بمعرفته العميقة بالفكر الإسرائيلي وسياساته، والتي اكتسبها خلال سنوات سجنه الطويلة داخل معتقلات الاحتلال، حيث قضى وقتًا في الدراسة والتعمق في الشؤون الإسرائيلية. أسهمت خبراته في توجيه ضربات موجعة لإسرائيل بعد إطلاق سراحه، مما عزّز من مكانته كقائد فعّال للمقاومة.

 

أقل من ثلاث سنوات بعد خروجه من السجن، لعب السنوار دورًا بارزًا في معركة “العصف المأكول” في يوليو 2014، حيث قاد عمليات هجومية ودفاعية للمقاومة الفلسطينية. شهدت تلك الفترة تطور تكتيكات المقاومة، بما في ذلك الهجمات عبر الأنفاق والاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال، مما ساعد في تعزيز موقف المقاومة في ساحة المعركة.

### مسدس الضابط الإسرائيلي: رمز للنجاح والفشل

في مارس 2017، تم انتخاب السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة، مما عزز دوره في قيادة المقاومة في القطاع المحاصر. في نوفمبر 2018، حاولت وحدة خاصة إسرائيلية تنفيذ عملية سرية لجمع معلومات استخباراتية داخل غزة، إلا أن المقاومة اكتشفت وجودهم. اندلعت اشتباكات قُتل فيها ضابط إسرائيلي، فيما استشهد سبعة فلسطينيين، من بينهم القائد نور بركة. وفي هذه المعركة، غنمت المقاومة مسدس الضابط الإسرائيلي، ليصبح هذا السلاح رمزًا لفشل العملية الإسرائيلية، وقد ظهر السنوار لاحقًا في مناسبات متعددة وهو يحمل المسدس، مؤكداً على دلالته الرمزية.

سيف القدس

مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على حي الشيخ جراح في مايو 2021، أطلقت المقاومة معركة “سيف القدس” بقيادة السنوار، الذي أظهر قدرات متقدمة عبر قصف تل أبيب ومدن أخرى. أكّد السنوار أن المقاومة لم تستخدم سوى جزء بسيط من إمكانياتها العسكرية، ما دفع الاحتلال لإعادة تقييم استراتيجيته.

المعركة الفاصلة في حياة السنوار

اعتُبرت معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 ذروة الكفاح والنضال في حياة الشهيد السنوار، الذي كان من أبرز مهندسي العملية. تميزت هذه المعركة بتكتيكات حرب العصابات التي أتقنها السنوار، مما شكل نقطة تحول في مسار المقاومة الفلسطينية. استمرت المواجهات حتى استشهاده في اشتباك مسلح بتل السلطان، حيث أظهر الاحتلال مقطع فيديو يُظهر اللحظات الأخيرة من حياته، إذ كان يحاول إبعاد طائرة مسيرة وهو مصاب.

فترة قيادته لحماس

اختير يحيى السنوار خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، ليرأس المكتب السياسي لحماس. شهدت فترة قيادته تصعيدًا إقليميًا، شمل غارات إسرائيلية على جنوب لبنان واغتيال شخصيات بارزة في حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

 

قللت مصادر في حماس من تأثير غياب السنوار على الساحة الميدانية في غزة، مشددة على رمزيته كقائد يصعب تعويضه في هذه الظروف الحرجة. وأكدت المصادر أن المجلس العسكري لا يزال يضم قيادات ذات خبرة، مثل عز الدين الحداد قائد لواء غزة، ومحمد السنوار المسؤول عن ملف الأسرى الإسرائيليين، ومحمد شبانة قائد لواء رفح.

 

جددت حماس تأكيدها الرسمي بعدم استشهاد محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب القسام، بالرغم من ادعاءات إسرائيلية حول اغتياله، مما يعكس استمرار المقاومة في مواجهة الاحتلال وتعزيز صمودها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى