زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر: خطوة حاسمة لتعزيز التحالف الاستراتيجي ومواجهة التحديات الإقليمية
أكد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في مصر أهمية الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرين إلى أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، والتي تشهد تطوراً ملموساً في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة. جاءت الزيارة لمناقشة ملفات إقليمية حساسة تتصدرها الأوضاع في غزة ولبنان، وأيضاً الوضع في البحر الأحمر والسودان. كما شهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية ومناقشات حول الاستثمارات السعودية الحالية والمستقبلية في مصر.
التعاون السعودي المصري: تحالف استراتيجي لمواجهة التحديات
أعرب المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، عن أهمية زيارة ولي العهد السعودي التي تأتي في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، بالإضافة إلى الصراع المسلح في السودان والتوترات في البحر الأحمر التي تؤثر على حركة الملاحة العالمية. وأكد أن هذه الزيارة تعزز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، وتفتح الباب أمام توقيع اتفاقيات جديدة في مختلف المجالات، مما يثبت أن العلاقات السعودية المصرية باتت نموذجاً يُحتذى به في التعاون العربي.
وأشار صبور إلى أن المملكة العربية السعودية تُعد الشريك التجاري والاستثماري الأكبر لمصر في الشرق الأوسط، حيث بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في مصر نحو 26 مليار دولار، فيما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 124 مليار دولار خلال عامي 2022 و2023، مما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
نموذج للتعاون العربي
من جانبه، أكد المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان جاءت لتعزز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية. وأوضح أن البلدين يعملان على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية. وأشار إلى أن السعودية تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 12.8 مليار دولار في عام 2023. كما أضاف أن البلدين يسهمان بشكل كبير في استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
استمرار التنسيق والتشاور في القضايا الإقليمية
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن الزيارة تعكس التطور الكبير في العلاقات المصرية السعودية خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وأشار إلى أن الزيارة تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية، بجانب توقيع اتفاقيات جديدة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأوضح محسب أن العلاقات المصرية السعودية تتميز بخصوصية كبيرة، حيث يجمع البلدين تحالف قوي يسهم في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. وأضاف أن السعودية لم تتوقف يوماً عن دعم مصر، مؤكداً أن البلدين يمثلان عمقاً استراتيجياً لبعضهما البعض، وهو ما يظهر في الدعم المتبادل لحلحلة أزمات الشرق الأوسط التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
كما سلطت الزيارة الضوء على الجوانب الاقتصادية، حيث تمت مناقشة تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين. وتطرق النقاش إلى الإصلاحات التشريعية في قانون الاستثمار في مصر، وتقديم حوافز جديدة لتشجيع الاستثمارات في مختلف القطاعات، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في البلدين. وتأتي هذه الجهود بعد زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إلى الرياض في سبتمبر الماضي، حيث بحث سبل تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
ختام زيارة تعزز الأواصر وتواجه التحديات
في الختام، شدد النواب المصريون على أن زيارة ولي العهد السعودي جاءت في توقيت حساس يعكس حجم التحديات الإقليمية التي تواجه المنطقة. وتؤكد هذه الزيارة أن العلاقات المصرية السعودية تزداد قوة وصلابة في مواجهة الأزمات، مما يعزز من قدرتهما على قيادة جهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.