يويا وتويا: أيقونتان من زمن المصريين العظيم

يعد “يويا” و”تويا” من أبرز الشخصيات في تاريخ مصر القديمة. حيث تركا بصمة لا تمحى في عصور المصريين بفضل كنوز مقبرتهما الاستثنائية التي تعرض اليوم في المتحف المصري بميدان التحرير.
كما تضم هذه المجموعة 214 تحفة أثرية نادرة، تتنوع بين قطع فنية فريدة وأدوات حياة يومية تعكس عبقرية الحضارة المصرية. ومن بين هذه الكنوز، تبرز بردية “يويا” الملونة التي تمتد لنحو 20 مترًا، وهي إحدى القطع التي كانت مخزنة لسنوات قبل أن تعرض للجمهور لأول مرة، شاهدة على روعة الفن والكتابة في تلك الحقبة.
من هما يويا وتويا؟
يويا وتويا هما والدا الملكة “تي”، زوجة الملك العظيم “أمنحتب الثالث”. أحد أقوى ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وبالتالي جدّا الملك الشهير “أخناتون”. اكتشفت مقبرتهما في عام 1905 على يد عالم الآثار الإنجليزي جيمس كويبيل، بتمويل من الثري الأمريكي ثيودور ديفيز، وذلك قبل 17 عامًا من اكتشاف مقبرة “توت عنخ آمون” التي أذهلت العالم. تعود أصولهما إلى مدينة أخميم في محافظة سوهاج. حيث كان “يويا” أحد النبلاء الموقرين وقائدًا بارزًا في الجيش المصري. لم يكتفي بذلك، بل شغل منصب كاهن الإله “مين”، المعبود الرئيسي لأخميم، وتقلد مناصب عليا في البلاط الملكي حتى نال لقب “والد الإله”، وهو تشريف يعكس مكانته كحما الملك أمنحتب الثالث.
كنوز المقبرة: نافذة على الحياة المصرية
احتضنت مقبرة “يويا وتويا”، التي نحتت في صخر وادي الملوك بالبر الغربي للأقصر – الموقع الحصري لمقابر الملوك – مجموعة مذهلة من الآثار التي بلغ عددها 214 قطعة. كما تروي هذه الكنوز قصة حياة يومية غنية بالفخامة والمهارة الحرفية. منها عجلة “يويا” الحربية، والأسرة الفاخرة، والكراسي المزخرفة، إلى جانب صناديق الحلي الخشبية المذهبة المرصعة بالفيانس والعاج والأبنوس.
كما تضم المجموعة أواني من الألباستر والحجر الجيري الملون. وهي تحف تجسد الإبداع الفني والتقني لتلك الحقبة. كما تظهر هذه القطع مدى الرفعة التي تمتع بها الزوجان. حيث كان اختيار وادي الملوك لدفنهما دليلاً على مكانتهما الاستثنائية التي نادرًا ما كانت تمنح لغير الملوك. تظل كنوز “يويا وتويا” شاهدة على عظمة الأسرة الثامنة عشرة، إحدى أزهى عصور مصر القديمة. لم تكن مقبرتهما مجرد مدفن، بل كانت كبسولة زمنية تحمل في طياتها تفاصيل حياة النخبة المصرية، من المهارة العسكرية والدينية لـ”يويا” إلى الأناقة والرقي اللذين ميزا “تويا”. وبفضل هذا الاكتشاف، يمكن للعالم اليوم أن يطلع على جزء من تاريخ مصر الذي يمتزج فيه الفن والسلطة والروحانية ببراعة لا مثيل لها.