تاريخ ومزارات

بنغازي: عراقة التاريخ وحداثة التجارة في قلب ليبيا

تقع مدينة بنغازي في الجزء الشرقي من خليج سرت، وتعد ثاني أكبر المدن الليبية بعد طرابلس، إضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا حيويًا. على الرغم من عدم وجود الكثير من الآثار في المدينة بسبب الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الثانية وإعادة بنائها لاحقًا، إلا أن بنغازي تظل نقطة انطلاق رائعة لاستكشاف منطقة الجبل الأخضر والآثار الرومانية التي تزين الساحل.

تاريخ مدينة بنغازي 

تتميز بنغازي بكونها مدينة صديقة للمشي، حيث يمكن التجول فيها بسهولة سيرًا على الأقدام. الأسواق المغطاة في المدينة مفتوحة يوميًا، ولكن يفضل زيارتها يوم الجمعة عندما تتحول المدينة إلى سوق نابض بالحياة. يُعتبر سوق الجريد، الذي يقع على شارع عمر المختار، الأكبر في المدينة، حيث يُعرض فيه كل شيء من الملابس إلى المواد والسلع المنزلية.

تاريخ بنغازي يمتد عبر العصور ويشمل عدة أسماء تاريخية. كانت تُعرف بـ “يوسبريدس”، واحدة من أوائل المدن اليونانية القديمة التي أُسست في الربع الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وشُيدت على مرتفع عند الطرف الشمالي لسبخة السلماني، التي تُعرف حاليًا بمقبرة سيدي عبيد. كانت سبخة السلماني بحيرة عميقة كافية لاستقبال المراكب الشراعية الصغيرة، وقد عُثر فيها على مجموعة من الأواني الفخارية وبقايا أساسات مبانٍ من فترة التأسيس.

مع جفاف البحيرة تدريجيًا، انتقل سكان مدينة يوسبريدس إلى موقع جديد بالقرب من البحر، حيث توجد الآن مقبرة سيدي خربيش، وقد اكتشف في هذا الموقع العديد من الأماكن الأثرية المهمة.

في العصر البطلمي، تغيّر اسم المدينة إلى “برنكي” حوالي عام 247 قبل الميلاد، تكريمًا لزوجة بطليموس الثالث بمناسبة زواجها منه. ظل هذا الاسم شائعًا في العصور اللاحقة، وفي الفترة الإسلامية، أُطلق عليها اسم “برنيق”، ثم تحولت إلى “بنغازي” نسبةً إلى الشيخ المدفون في مقبرة هناك، وبقي هذا الاسم متداولاً منذ القرن الخامس عشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى