تاريخ ومزارات
بينهن “الملكة حتشبسوت”.. أبرز الشخصيات النسائية في مصر القديمة
أسماء صبحي
اعتلت المرأة عرش مصر أو شاركت فيه أكثر من مرة في ظروف سياسية وتاريخية أحاطها الجدل، وحملت ألقابا عبر العصور من بينها (سيدة مصر العليا والسفلى، وسيدة الأرْضَين، والحامية، والعالمة، وابنة الإله، والحاكمة، وقوية الذراع، والقابضة على الأرضين، وسيدة التجلي) إلى جانب مجموعة أخرى من الألقاب الشرفية مثل (جميلة الوجه، وعظيمة المحبة، وصاحبة الرقة)، وسنتناول في هذا التقرير أبرز الشخصيات النسائية في مصر القديمة.
مريت نيت
هي أقدم ملكات مصر من ملوك الأسرة الأولى التي تولت الحكم بعد الملكين (حور عحا، وجر)، وعثر علماء الأثار على نقش يحمل اسمها على لوحة في مقبرة في أبيدوس، بخلاف مقبرتها الأخرى في سقارة.
خنتكاوس والدة الملوك
ورثت «خنتكاوس» عرش البلاد بعد فترة حكم قصيرة جداً للملك «شبسسكاف» آخر ملوك الأسرة الرابعة، وهي والدة ملكين حكما الوجهين القبلي البحري هما (ساحورع و نفرإيركارع) وفقًا لما ورد في مقبرتها في الجيزة.
واتخذت لنفسها ألقابا من بينها (ملكة مصر العليا والسفلى، و أم ملك مصر العليا والسفلى)، ويعتقد أنها كانت وريثة شرعية للعرش، وانتقلت هذه الشرعية إلى الأسرة الخامسة.
نيت إقرت رادوبيس اليونانية
تولت «نيت إقرت» حكم البلاد في نهاية الأسرة السادسة في فترة اتسمت بالضعف والاضطراب، وتشير قائمة أبيدوس الملكية إلى اسم ملك حكم بعد الملك «بيبي الثاني» يدعى «مرنرع الثاني»، لم يدم حكمه أكثر من عام واحد، ويبدو أنه تزوج من الملكة “نيت إقرت” التي كانت في رأي المؤرخ مانيتون آخر ملوك الأسرة السادسة.
وجاء ترتيب «نيت إقرت» على جدول أسماء الملوك في بردية تورينو في مرتبة تالية للملك «مرنرع الثاني» كملكة للوجه القبلي والوجه البحري، وعلى الرغم من ذلك لم يرد ذكر اسمها في قائمتي (سقارة وأبيدوس) الملكيتين.
سوبك نفرو سيدة الأرْضَين
تولت «سوبك نفرو» عرش البلاد في نهاية الأسرة الثانية عشرة في ظل تدهور أحوال البلاد بعد وفاة الملك “أمنمحات الرابع”، وخلافات على ولاية عرش مصر.
وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ مصر القديم التي يشار إلى سيدة كامرأة وملكة في آن واحد، واتخذت ألقابا من بينها “ملكة مصر العليا والسفلى” و “المنتمية للربتين” و ” المنتسبة لحور” و “سيدة الأرضين”، وثمة اعتقاد بأنها ربما أخت أو زوجة للملك “أمنمحات الرابع”، وينسب إليها هرم مزغونة الشمالي إلى الجنوب من منطقة دهشور.
الملكة حتشبسوت
تعد الملكة “حاتشبسوت” أشهر ملكة مصرية تولت السلطة في ظروف اتسمت فيها البلاد بالقوة والازدهار في أوج قوة الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة، وهي ابنه الملك “تحوتمس الأول” والوريثة الشرعية للعرش في ظل غياب وريث شرعي ذكر للبلاد، باستثناء أخ غير شقيق لها من أبيها هو “تحوتمس الثاني” الذي أضفى شرعية على توليه العرش بزواجه من حاتشبسوت.
وأنجب «تحوتمس الثاني» من حاتشبسوت ابنتيهما «نفرو رع» و«مريت رع-حاتشبسوت»، كما أنجب من زوجة أخرى الخادمة «آست اي إيزيس» ابنه «تحوتمس الثالث» الذي تزوج من الأميرة «مريت رع-حاتشبسوت» وأصبحت له شرعية تولي العرش، لكن صغر سنه حالت دون توليه الحكم، ليصطدم بطموحات زوجة أبيه وتصبح حاتشبسوت وصية على العرش بعد وفاة زوجها «تحوتمس الثاني».
وتبوأت حاتشبسوت مقاليد الحكم في ظل حداثة سن “تحوتمس الثالث” وجعلته واجهة أمام الشعب فقط لا يظهر اسمه إلا على الوثائق الرسمية أحيانا لمدة تسع سنوات، حتى انفردت بالحكم تماما لمدة 13 عامًا، ونصبت نفسها ملكة للبلاد تحمل لقب “ملكة مصر العليا والسفلى” وتزينت بلباس الملوك الرجال كما يتضح من تماثيلها في معبدها بالدير البحري في مدينة الأقصر.
تاوسرت زوجة الملكين
تزوج الملك «سيتي الثاني» أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة، من سيدة تدعى «تاوسرت» ومنحها لقب «زوجة عظيمة» ويبدو أنها لم تكن من سلالة ملكية، وبعد وفاته تولى شاب يدعى «رعمسيس -سي بتاح» يعتقد العلماء أنه ربما كان أخًا غير شقيق لسيتي الثاني أو ابنا له من زوجة أخرى.
ولا شك أن المرأة المصرية تمتعت بكافة الحقوق المساوية للرجل على نقيض الحال في معظم الحضارات القديمة، كاليونان والرومان، وإن كان ذلك غير مألوف أيضًا في حضارات الشرق القديم، إلا أنه انعكس بوضوح جلي في وثائق وكتابات المصريين القدماء، التي استحضرت المرأة بقوة في جميع الأعمال الأدبية والفنية.