صفية بنت عبد المطلب: الفارسة الشجاعة من قبيلة بني هاشم
أسماء صبحي
صفية بنت عبد المطلب، عمة النبي محمد ﷺ، تعد من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ العربي الإسلامي، والتي تنتمي إلى قبيلة بني هاشم، أحد فروع قبيلة قريش. وعرفت صفية بشجاعتها وإيمانها العميق، وكانت رمزًا للمرأة القوية في مجتمع قبلي كان يهيمن عليه الرجال.
نسب صفية بنت عبد المطلب ومكانتها
ولدت صفية في مكة لأسرة نبيلة، فهي ابنة عبد المطلب بن هاشم، زعيم قريش، وأخت حمزة بن عبد المطلب، سيد الشهداء، وعمة النبي محمد ﷺ. كانت معروفة بمكانتها الرفيعة بين القبائل بسبب نسبها وعلاقاتها القوية داخل الأسرة الهاشمية.
ولم تكتف صفية بدعم النبي محمد ﷺ كأحد أفراد أسرته، بل كانت أيضًا من أوائل النساء اللاتي دافعن عن الإسلام. وعرفت بشجاعتها الكبيرة في ساحات المعارك، وبرزت خلال غزوة الخندق عندما تصدت لأحد المهاجمين اليهود الذي حاول التسلل إلى المسلمين. وقتلت صفية هذا المهاجم بجرأة، وهو ما أظهر شجاعتها الفائقة التي جعلتها قدوة للنساء المسلمات في ذلك الوقت.
دورها الاجتماعي والإنساني
لم تكن صفية محاربة فقط، بل كانت أيضًا شخصية حكيمة ومؤثرة في مجتمعها. لعبت دورًا كبيرًا في ترسيخ قيم الإسلام في نفوس أفراد أسرتها وقبيلتها، وكانت دائمًا إلى جانب النبي محمد ﷺ في مسيرته لنشر الدين الإسلامي. كما أن دورها كان بارزًا في دعم المحاربين والاعتناء بالمصابين في المعارك، مما جعلها تجسد صورة المرأة القوية التي تجمع بين الشجاعة والعطاء.
وتعد صفية بنت عبد المطلب من النساء اللاتي تركن بصمة لا تنسى في التاريخ العربي والإسلامي. حيث جسدت شخصية المرأة القادرة على أن تكون محاربة وقائدة في آن واحد، وفي الوقت نفسه، حافظت على مكانتها كامرأة لها تأثيرها الاجتماعي والإنساني. وتظل صفية مثالًا حيًا على أن النساء العربيات في المجتمع القبلي لم يكن مجرد متفرجات، بل شاركن في صنع التاريخ وتحديد مصير القبائل والمجتمعات.