خبراء يكشفون خطورة الانفتاح الرقمي على معتقدات الشباب
أسماء صبحي
في الآونة الأخيرة، برزت العديد من التحديات التي تواجه الأسرة المصرية، من بينها انتشار الأفكار الدينية المتطرفة، التي تهدد بتفكك العلاقات الاجتماعية. ولمواجهة هذا الخطر، يعرض الخبراء من مختلف التخصصات، بما في ذلك علم الاجتماع، الطب النفسي، والمؤسسات الدينية، وجهات نظرهم حول كيفية حماية الشباب من الانجراف نحو التطرف.
دور الأسرة في مواجهة التطرف
ترى الدكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع، أن التنشئة الاجتماعية السليمة هي خط الدفاع الأول في مواجهة الأفكار المتطرفة. وتوضح أن القسوة أو الإهمال من قبل الأسرة يمكن أن يدفع الأطفال نحو البحث عن بدائل في أماكن غير آمنة فكريًا، وقد يؤدي ذلك إلى التطرف. لذلك، يجب على الأسرة توفير بيئة داعمة ومحفزة للنمو الفكري السليم، خاصة في مرحلة المراهقة التي تكون حاسمة في تشكيل الأفكار والمعتقدات.
الانفتاح الرقمي وتأثيره النفسي
من جانبه، أشار الدكتور علي عبدالراضي، أستاذ الطب النفسي، إلى أن التربية التقليدية لم تعد كافية في ظل الانفتاح الرقمي السريع. وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تعرض الشباب لأفكار وآراء متناقضة ومتطرفة، ما يفتح الباب للشك في المعتقدات الشخصية والدينية.
وأكد عبدالراضي، على أهمية تعزيز القيم الأخلاقية منذ الطفولة لحماية الشباب من الانجراف وراء هذه الأفكار. كما نبه إلى ضرورة الحذر من الأصدقاء أو المجموعات التي تنشر أفكارًا متطرفة، لما لذلك من أثر سلبي على النمو النفسي للأطفال.
دور الأزهر الشريف
الأزهر الشريف بدوره شدد على أهمية مراقبة سلوكيات الأطفال عن كثب، مؤكدًا أن التدخل المبكر يمكن أن يمنع الشباب من الوقوع ضحايا لدعايات التطرف المنتشرة عبر الإنترنت.
ووفقًا لما نشرته بوابة الأزهر، دعت المؤسسة إلى أن تكون مراقبة الآباء لسلوكيات أبنائهم جزءًا من روتين الحياة اليومية، لضمان سلامة أفكارهم ومعتقداتهم.
وقدمت منظمة “مشروع كلاريون”، المهتمة بحقوق الإنسان ومكافحة التطرف، مجموعة من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تطرف الأطفال. وتشمل هذه العلامات تغيرات في المعتقدات، ميلًا للعزلة، ازدراء المختلفين في الرأي، أو تبرير العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف. وتوصي المنظمة الآباء بتوخي الحذر وزيادة الرعاية والاهتمام بأبنائهم، والتواصل مع المختصين إذا لاحظوا هذه السلوكيات.