مرأه بدوية

قصة مُسَيْكَة: رفض البغاء وصمود العفة

في زمن كانت فيه الجاهلية تفرض على النساء الرذيلة، برزت قصة مُسَيْكَة، الجارية التي تحولت إلى رمز للعفة والطهارة.كانت مُسَيْكَة جارية لعبد الله بن أبي بن سلول، رأس النفاق في المدينة، وأسلمت وبايعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم على ألا تشرك بالله شيئًا، ولا تسرق ولا تزني ولا تقتل أولادها، ولا تأتي ببهتان، ولا تعصي النبي في معروف.

التصدي للرذيلة

كان البغاء من عادات الجاهلية المرذولة، حيث كان الرجال يدفعون بجواريهم لتحقيق المكاسب المالية من خلال الرذيلة. لكن مُسَيْكَة المسلمة العفيفة رفضت الانصياع لرغبات عبد الله بن أبي الذي أراد أن يدفعها إلى هذا الطريق المرذول. لجأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو حالها، فاستمع إليها النبي وقدر فيها عفتها وصبرها.

نزول الوحي

استجاب الله سبحانه وتعالى لشكواها، فنزل قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33]. بذلك، أبطل الإسلام هذه العادة الجاهلية، وحمى النساء من أن يكرههن أحد على البغاء.

رمز للعفة والطهر

بموقفها الشجاع، أسهمت مُسَيْكَة في تثبيت دعائم الفضيلة وصناعة مجتمع عفيف. رفضت أن تكون أداة في أيدي العابثين، وأصبحت رمزًا للعفة والطهارة. يكفيها عزًا وفخرًا أن ينزل في شأنها قرآن يتلى إلى يوم القيامة. رضي الله عن العفائف والطاهرات وعن السيدة مُسَيْكَة.

شهادة التاريخ

جاء في كتاب “أسد الغابة في معرفة الصحابة” لابن الأثير أن مُسَيْكَة كانت جارية لعبد الله بن أبي بن سلول. شكت هي وجارية أخرى تُدعى أُمَيْمَة للنبي من محاولات عبد الله لإكراههما على البغاء، فنزلت الآية القرآنية التي تحرم ذلك. بذلك، دخلت مُسَيْكَة التاريخ كرمز للنقاء ونظافة النفس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى