مرأه بدوية

زفاف أسطوري في قصر عابدين بين الملك فاروق والملكة فريدة

شهدت القاهرة في العشرين من يناير عام 1938 احتفالا ملكيا ضخما جمع الملك فاروق ملك مصر والسودان مع صافيناز ذو الفقار التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم الملكة فريدة، وتزامن مع هذا الزواج الكبير مظاهر احتفالية زينت سماء القاهرة حيث حلقت الطائرات في أجواء العاصمة بينما احتشد آلاف المصريين أمام قصر عابدين لمتابعة هذا الحدث التاريخي.

زفاف أسطوري في قصر عابدين

غيرت صافيناز ذو الفقار اسمها إلى فريدة التزاما بوصية الملك فؤاد الأول التي نصت على أن يحمل كل فرد من العائلة المالكة اسما يبدأ بحرف الفاء، وبعد زواجها من الملك فاروق أنجبت ثلاث بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وقد نالت حب الشعب المصري لما كانت تتمتع به من رقي وأخلاق، إلا أن حياتها الزوجية انتهت بالطلاق عام 1948 بعدما عجزت عن إنجاب وريث ذكر للعرش، وكان هذا الطلاق أحد الأسباب التي أدت إلى تراجع شعبية الملك بين أبناء الشعب.

تزوج الملك فاروق وهو في التاسعة عشرة من عمره إيمانا منه بأن الزواج أساس للعمران واستقرار المجتمعات، ولأن زواج الملوك يعد شأنا يخص الأمة بأسرها فقد كان ارتباطه بالملكة فريدة حدثا تاريخيا عظيما لم تشهده مصر من قبل، حيث أضفى على تلك الفترة أجواء من الفرح والبهجة التي عمّت البلاد.

كانت فريدة قد شاركت في الرحلة الملكية التي قام بها فاروق وأسرته إلى أوروبا عام 1937، وهناك نشأت معرفة وثيقة بينهما توجت بإعلان الخطوبة الرسمية عند عودة الأسرة المالكة إلى مصر، وبعد ذلك بعام تم الاحتفال بزواجهما يوم 20 يناير 1938 وسط أجواء شعبية مبهرة تركت أثرا عميقا في الذاكرة المصرية.

بعد الطلاق اختارت الملكة فريدة أن تتجه إلى عالم الفن التشكيلي الذي ورثت موهبته عن خالها الفنان السكندري الكبير محمود سعيد الذي كان له الدور الأكبر في صقل موهبتها وتشجيعها، وقد رسمت العديد من الأعمال الفنية وعادت إلى ممارسة الرسم بشكل كامل منذ عام 1954 لتعتمد على فنها في تغطية نفقات معيشتها، واستمرت في ذلك حتى أقامت بشكل دائم في مصر بداية من عام 1982 لتقضي سنواتها الأخيرة بين أبناء وطنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى