الملك فاروق.. آخر ملوك مصر الملكية وقتل مسموماً في روما

أسماء صبحي
الملك فاروق هو آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية. وهو الابن الاكبر لوالده الملك فؤاد ووالدته الملكة نازلى.
ولد فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في يوم 11 فبراير سنة 1920. وصدر بلاغ سلطانى يعلن فيه مجلس الوزراء بميلاد الأمير فاروق في قصر عابدين وعم الفرح في البلاد. وتم إطلاق 21 طلقة كما منح موظفي الحكومة والبنوك أجازة، كما تم العفو عن بعض المسجونين وتوزيع الصدقات على الفقراء.
نشأة الملك فاروق
اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص، حيث جعله محاصر بدائرة ضيقة من المتعاملين معه. وكانت تلك الدائرة تضم أمه وأخواته الأميرات بالإضافه إلى المربية الانجليزية ( مس اينا تايلور ) التي تميزت بتسلطها وصرامتها في معاملة الأمير الصغير.
ولم يكن لفاروق في تلك المرحلة أيه صداقات من أولاد الأمراء أو الباشاوات مما أعطى الفرصة لبعض المقيمين في القصر للتقرب من الأمير الصغير. وكانوا لايرفضون له طلبا بالإضافة إلى أنهم كانوا يفسدون ماتقوم به المربية الإنجليزية من تعليمات وتوجيهات تتعلق بالأمير الصغير.
وعندما كبر الأمير فاروق قليلا بدأت بريطانيا تطلب أن يسافر إلى بريطانيا ليتعلم فى كلية ( ايتون ) وهي أرقى كلية هناك. ونظراً لصغر سنه فقد أستعيض عن ذلك بمدرسين إنجليز ومصريين، وقد كانت بريطانيا تهدف من وراء ذلك الى إبعاد الأمير الصغير عن الثقافة الإيطالية التى كانت محيطه به.
واثناء وجود الامير فاروق في بريطانيا للدراسة، كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد، وقد أصبح على فراش الموت وقد بدأت القوى السياسية تستشعر حالة الملك المريض وبدأت تستعد لما بعد ذلك.
تنصيبه ملكاً على البلاد
عاد الأمير الصغير فاروق ذو السته عشر سنة إلى مصر في 6 مايو سنة 1936. ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الاول، تحت إشراف مجلس وصاية مكون من ثلاثة أعضاء هم : الأمير محمد على توفيق وهو ابن عم الأمير فاروق. وتوفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الأسبق وهو من رجال القصر. والإمام الأكبر الشيخ المراغي.
واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور، إذ أتم الملك فاروق 18 سنة هلالية في 21 جمادي الأول 1356 هـ الموافق 29 يوليو 1937م. وعليه فقد تم تتويجه يومها رسمياً كملك رسمي للبلادة وتولى العرش منفردا دون مجلس وصاية.
استقبل الشعب المصرى كله الملك الشاب استقبالاً رائعاً نابعاً من قلوب المصريين الذين أحبوا الملك الشاب. وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة أبيه وهو بعيد عنه وفى بلاد غريبة واستبشروا بقدومه خيرا.
تنازله عن الحكم ومقتله
حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر. وفي تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952. غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة ( وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم ). وبعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، و كان يتنقل ما بين سويسرا وفرنسا.
توفي الملك فاروق مسموماً بروما فى 18 مارس 1965، ودفن أولا فى مقابر إبراهيم باشا في منطقة الإمام الشافعي. ثم نقلت رفاته في عهد الرئيس محمد أنور السادات إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة تنفيذاً لوصيته.