قبائل و عائلات

سيوةه مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية

كتب عمر محمد

 

(سيوة) هي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية، تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً. ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية. يقطن الواحة ما يقارب من 35 ألف نسمة تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة. يسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً.

تشتهر سيوة بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب. وصنفها عدد من المواقع الأجنبية والعَربية ضِمن أكثر 9 أماكن عُزلة على كوكب الأرض. للعمارة في سيوة طابع خاص ومميز حيث تبنى المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل. وتعد فنون التطريز والصناعات الفخارية اليدوية من أميز الحرف التقليدية بالواحة، والتي يأتي على رأسها طحون الطاجين، وأواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي والمزخرفة بشكل جميل. ولأهل سيوة عيد خاص وهو عيد الحصاد الذي يحتفلون به عند اكتمال القمر بالسماء في شهر أكتوبر من كل عام

يرجح البعض أن اسم سيوة جاء من كلمة “سيخت آم” وتعني أرض النخيل، أو يعود إلى الاسم القديم “ثات”. وسميت الواحة قديماً بأسماء عديدة منها “بنتا”، وقد وجد هذا الاسم في أحد النصوص المدونة في معبد إدفو، وسُميت “بواحة آمون” حتى عهد البطالمة الذين سموها “واحة جوبيتر آمون”، وعرفها العرب باسم “الواحة الأقصى”، وهو الاسم الذي ورد في خطط المقريزي. في حين أشار إليها ابن خلدون باسم “تنيسوة”، وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا، كما أشار إليها الإدريسي باسم “سنترية”، وقال إنه يسكنها قوم خليط بين البربر والبدو.

يتحدث السيويون بلهجة تاسيويت المنشقة عن اللغة الأمازيغية أو لغة البربر، والتي ترجع إلى حام بن نوح، ويتحدثها كل طفل في سيوة بحكم الميلاد والنشأة، ثم يتعلم اللغة العربية خلال مراحل الدراسة، إضافة إلى لهجتهم المصرية الحديثة.

جبل الموتى

هو جبل يضم مجموعة من المقابر الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق‏.‏م،‏ والتي أعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني‏‏. يبعد الجبل نحو 2 كم عن سيوة‏، واكتشفت المقابر فيه نتيجة لهروب أهالي سيوة إلى الجبل خلال غارات الحرب العالمية الثانية‏.‏

مقبرة باتحوت

هي مقبرة كاهن للإله أوزيريس، حصل على لقب العظيم في مدينة العادل والمستقيم‏.‏ وبالمقبرة نحت لنشيد موجه للإله تحوت‏،‏ بالإضافة إلى منظر لطقس ديني يعرف باسم سحب الثيران الأربعة‏.‏

مقبرة سي آمون

هي من أهم مقابر الصحراء الغربية‏ الأثرية، والتي عثر بداخلها على عدد كبير من المومياوات‏. تتمثل أهمية المقبرة في توضيحها للتزاوج بين الفن المصري القديم والفن اليوناني‏، ومن أهم الصور الفنية بالمقبرة منظر قاعة محكمة أوزيريس‏، ومنظر للإلهه نوت ربة السماء‏.

مقبرة التمساح

هي أحد أهم المقابر الأثرية المحفورة بجبل الموتي‏. اكتشفت في عام 1940، وعرفت بهذا الاسم نظراً إلى اندثار اسم صاحب المقبرة وإعجاب أهالي سيوة بمنظر التمساح الموجود بالمقبرة. تزخر المقبرة بمناظر كتاب الموتى‏، ومناظر أخرى لصاحب المقبرة‏ وهو يتعبد لبعض الآلهة،‏ وعلى جانب المدخل صور ثلاثة آلهة ممسكين بالسكاكين وذلك لغرض حماية المومياء.‏

مقبرة ميسو ايزيس

هي أحد المقابر الأثرية بالمنطقة ويوجد بها نص يصف الإله أوزيريس باسم الإله العظيم المبجل في ثات‏، ويرجح الأثريون أن يكون “ثات” هو الاسم القديم لسيوة.

جبل الدكرور

هو عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة. يقع الجبل على مسافة 3 كم جنوب واحة سيوة، وله قمتان تسميان “نادرة وناصرة”. في قمة ناصرة توجد مغارة منحوتة في الصخر تسمى “تناشور”، وأسفلها يوجد أثر يسمى “بيت السلطان” مصنوع من الحجر الجيري النظيف. يشتهر الجبل برماله الساخنة ذات الخصائص العلاجية، واحتوائه على الصبغة الحمراء المستخدمة في تصنيع الأواني الفخارية السيوية. يتوافد إلى الجبل الزوار من المصريين والأجانب أثناء فصل الصيف للاستمتاع بحمامات الرمال الساخنة التي تتميز بقدرتها على علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والعمود الفقري والأمراض الجلدية.

معبد آمون

معبد آمون ويسمى أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وأقيم في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة ، ويشهد المعبد ظاهرة فلكية تسمى الاعتدال الربيعي حيث يتعامد قرص الشمس على المعبد مرتين كل عام، في 20 أو 21 مارس وهو تاريخ الاعتدال الربيعي، و22 أو 23 سبتمبر وهو تاريخ الاعتدال الخريفي، وترصد الظاهرة اليوم الوحيد في العام، حيث يتساوى الليل والنهار بعد 90 يوماً من أقصر نهار في العام، وبعده بتسعين يوماً آخرين يقع أطول نهار في العام.

معبد أم عبيدة

معبد أم عبيدة هو معبد آمون الثاني بالواحة ويقع بالقرب من معبد الوحي‏، شيده الفرعون المصري نكتنابو الثاني أو نختانبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ويتميز بصورة للفرعون وهو يركع للإله آمون. اختلفت الروايات حول كيفية تدمير المعبد، فبعضها يشير إلى أن زلزال حدث عام‏ 1881 تسبب في تدمير المعبد، والبعض الآخر يورد أنه تم تفجير المعبد في عام 1897 .

مدينة شالي

يرجع تاريخ تأسيس مدينة شالي إلى عام‏ 1203، واسمها يعني المدينة‏ في اللغة السيوية‏.‏ وكان للمدينة باب واحد فقط ، وسمي “أنشال” بمعني باب المدينة، وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم، وفتح للمدينة باب ثان في الجهة الجنوبية سمي “أترات” بمعنى الباب الجديد‏، تم فتح باب ثالث سمي “قدوحة”، وكان لا يسمح للنساء عند خروجهن إلا باستعمال هذا الباب فقط. استخدم في بناء منازل المدينة حجر الكرشيف الطيني المستخرج من الأرض المشبعة بالملح‏‏.‏‏ وفي عام‏ 1926 انهار عدد كبير من منازل المدينة وتصدع الباقي منها نتيجة للأمطار الغزيرة، فهجر السكان شالي وشيدوا منازل جديدة عند سطح الجبل‏.‏

ضريح سيدي سليمان

سيدي سليمان هو إمام السيويين وأشهر شخصيات الواحة على الإطلاق. ويحكي أهل الواحة عن سيدي سليمان أنه كان قاضياً شديد الورع والتقوى.

مركز سيوة لتوثيق التراث

هو مركز يتبع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي. يهدف المركز إلى توثيق كافة جوانب التراث السيوي من عادات وتقاليد وحرف وصناعات يدوية وفن قديم وموسيقى وشعر ونحت، والمحميات الطبيعية، وطرق الري والبناء القديمة.

متحف البيت السيوي

أنشئ المتحف بالتعاون مع الحكومة الكندية في حديقة مجلس المدينة على مساحة ثلاثة أفدنة، على طراز البيت السيوي التقليدي باستخدام الطوب اللبن وجذوع النخيل، ويجمع بين أرجائه تاريخ الحياة السيوية وتطورها على مدى مراحل زمنية مختلفة، ويحوي العديد من المقتنيات التي تعبر عن التراث السيوي الأصيل، والتي جمعت بالجهود الذاتية لأهالي الواحة مثل المجوهرات الفضية والآلات الموسيقية وأزياء الأفراح والسلال والأواني الفخارية وأدوات الزراعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى