هل سترد إيران على إسرائيل بطريقة محسوبة بعد التصعيد الأخير؟
أسماء صبحي
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد على خلفية التصعيد بين إيران وإسرائيل، الذي شهد تصاعداً في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من الأحداث العنيفة، بما في ذلك اغتيالات لقيادات بارزة من كلا الجانبين. وهذه الأحداث أثارت قلقاً دولياً كبيراً وأثرت على استقرار المنطقة.
تصريحات إيران
في هذا السياق، جاءت التصريحات الأخيرة من طهران لتثير تساؤلات حول الخطوات التالية في الصراع المتصاعد. فقد أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن رد إيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف طهران سيكون “مدروساً ومحسوباً”.
جاءت هذه التصريحات خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني، حيث أوضح عراقجي أن إيران “لا تخشى التصعيد، ولكنها لا تسعى إليه”. وتعكس هذه التصريحات استراتيجية محسوبة من قبل طهران، حيث تشير إلى أن الرد سيكون وفق حسابات دقيقة دون الاندفاع.
من جهة أخرى، اعتبر العديد من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين أن الهجمات التي نفذها حزب الله مؤخراً قد تكون مجرد بداية لجولة جديدة من التصعيد. وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن إيران لم تبدأ بعد بتنفيذ ردها على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي وقع في 31 يوليو الماضي في طهران.
ووفقاً لتقديراتهم، قد يتأخر الرد الإيراني لعدة أسابيع إضافية، لكن من المحتمل أن يظهر في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
تحذير إسرائيلي
في الأثناء، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران، مؤكداً أن الضربات التي استهدفت حزب الله ليست سوى المرحلة الأولى من التصعيد. ويعكس هذا التحذير نية إسرائيلية واضحة في تعزيز موقفها الاستراتيجي وإظهار قدرتها على الرد على أي تحركات محتملة من قبل إيران.
ورغم التصريحات الإيرانية المتكررة بشأن الرد الانتقامي، تشير المصادر إلى أن طهران قد تكون حذرة في توسيع نطاق الصراع، بسبب الاعتبارات المتعلقة بالاستقرار الداخلي والتواجد العسكري الأمريكي المكثف في المنطقة. كما أظهرت التطورات الأخيرة تبادل رسائل طمأنة بين حزب الله وإسرائيل، مما يشير إلى إمكانية تقليص نطاق التصعيد الحالي.
وفي ظل هذه الأوضاع، يظل الصراع بين إسرائيل وإيران محط اهتمام دولي بالغ، حيث قد تؤدي الأحداث الأخيرة، بما في ذلك اغتيال هنية وفؤاد شكر، إلى تغييرات جذرية في الديناميات الإقليمية. وتبقى المراقبة الدقيقة لتطورات الوضع وتقييم المواقف الرسمية ضرورية لفهم كيفية تأثير هذه الأحداث على استقرار المنطقة وأمنها.